
دار الفتح للدراسات والنشر
February 14, 2025 at 06:12 PM
#حكاية_كتاب 🌿
«لم يكن الشيخ زاهد الكوثري يُشبه شيخ الإسلام مصطفى صبري أفندي، فمصطفى صبري أفندي كان لطيف الحديث خفيف الظل... أما الشيخ زاهد فكان رجلًا مهيبًا جليلًا جادَّ الحديث... وكلما ذهبنا إلى مجلسه لا بد أن نلتقي عنده بعدد من علماء مصر قدموا لزيارته يستفتونه أو يستكتبونه، وكان الشيخ مصطفى صبري أفندي يُثني على علم الشيخ زاهد: يبدو أنه ـ بينما كنا مشغولين بالسياسة ومعاركها ـ كان هو يكبُّ على علومه...وتدوين مشاهداته حتى وقف على أسرار نوادر الكتب النفيسة وسبر أغوارها، حتى إنه إذا جاء أحد يستفتي الشيخ مصطفى صبري في مسألة يرسله إلى الشيخ زاهد... وكان زاهد الكوثري يحترم مصطفى صبري أفندي... وإذا اجتمعنا في مجلس وقف له وقبَّل يديه وجلس بين يديه كتلميذ له رعاية لما بينهما من مودة وصحبة قديمة».
كانت تجليات العلاقة بين الشيخين وما ثار بينهما من نقاش علمي وصل لحد الاختلاف والنقد، مع الأدب والاحترام المتبادل، من مواضيع كثيرة تطرَّق لها تلميذهما الأديب عليّ علوي قوروجو في ثنايا مذكراته، تبين لنا صورة من صور أدب العلماء فيما بينهم.
كتاب «في صحبة الشيخين».. من جديد إصداراتنا
