السودان الحالي في آخر ٥٢٠ عام عاش حالة من عدم الاستقرار والحروب المتواصلة الكثيرة المنهكة للدولة وشعوبها اي نعم يمكننا أن نختار مابعد ١٨٢١ كبداية انحدار لاستقرار الدولة لكنها كانت لدرجة ما مستقرة لأكثر من ألفين عام قبلها ودولة علوة وحدها استقرت ١١٥٠ عام في عاصمة واحدة ودين ونظام اجتماعي مستقر لدرجة كبيرة مابعد الاستقلال الان ٦٩ عام ظللنا نلقى فيها اللوم على المستعمر الذي حكم ٥٠ عاما بمؤامراته ومخططاته.. وفشلنا لأكثر من زمن حكم المستعمر في جلب الاستقرار لها وفي التغلب على مؤامرات المستعمر ومخططاته ولم نبني مخططا خاصا بنا وظلت فقرة حكم الأقوياء مستمرة منذ الاستقلال (وفي كلا الشمال والجنوب بعد انقسام الدولة في ٢٠١١) ظل الحكم خاصية الأقوياء في هذه ال ٥٢٠ عام.. يحكم صاحب الجيوش المتغلبة ويحارب جميع الآخرين من غير قبيلته او جهته الجغرافية (ينطبق هذا ع شمال السودان و وجنوبه)... حكم تغيب فيه المصلحة الوطنية العليا ومبدأ دعوة الناس لما يحييهم ومحاربة أسباب الفساد والإفساد وتعلية قيمة الحياة والروح البشرية والاحتفاء بها امتدادا لكل هذا يصعب تفسير التاريخ بسردية جلابة غرابة السائدة في خطابات الحرب اليوم.. لكن (المكتولة ما بتسمع الرايحة) وسيظل خطاب الاستقطاب سائدا لأنه أكثر راحه وأسرع واقرب الي مخيلة الإنسان البسيط الذي يستهدفه اساسا بالاستقطاب الحاد