
🌴 الموعظة الحسنة 🌴
March 1, 2025 at 12:04 PM
🌴 الموعظة الحسنة 🌴
https://whatsapp.com/channel/0029VamGU6x7z4kayMj15G3Z
🌾 سلسلة الأخلاق الإسلامية (٢٩٤) 🌾
🍁 الترغيب في الصمت (5):
🌱 المفاضلة بين الصمت والكلام:
الصمت في موضعه ربما كان أنفع من الإبلاغ بالمنطق في موضعه وعند إصابة فرصته وذاك صمتك عند من يعلم أنك لم تصمت عنه عيّاً ولا رهبة فليزدك في الصمت رغبة ما ترى من كثرة فضائح المتكلمين في غير الفرص وهذر من أطلق لسانه بغير حاجة
[ الرسائل السياسية للجاحظ (٧٩) ]
قال النووي: وروينا عن الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله قال: الصمت بسلامة وهو الأصل والسكوت في وقته صفة الرجال كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس قال: فأما إيثار أصحاب المجاهدة السكوت فلما علموا ما في الكلام من الآفات ثم ما فيه من حظِّ النفس وإظهار صفات المدح والميل إلى أن يتميز من بين أشكاله بحسن النطق وغير هذا من الآفات
[ شرح النووي على مسلم (٢/١٩) ]
فليس الكلام مأموراً به على الإطلاق ولا السكوت كذلك بل لابد من الكلام بالخير والسكوت عن الشرِّ وكان السلف كثيراً يمدحون الصمت عن الشر وعما لا يعني لشدته على النفس وذلك يقع فيه الناس كثيراً فكانوا يعالجون أنفسهم ويجاهدونها على السكوت عما لا يعنيهم
[ جامع العلوم والحكم لابن رجب (٣٤١) ]
ومن مدح الصمت فاعتباراً بمن يسيء في الكلام فيقع منه جنايات عظيمة في أمور الدين والدنيا فإذا ما اعتبرا بأنفسهما فمحال أن يقال في الصمت فضل فضلاً أن يخاير بينه وبين النطق وسئل حكيم عن فضلهما فقال: الصمت أفضل حتى يحتاج إلى النطق وسئل آخر عن فضلهما فقال: الصمت عن الخنا أفضل من الكلام بالخطا
[ محاسن التأويل للقاسمي (٩/١٠٠) ]
وقال شمس الدين السفاريني: المعتمد أنَّ الكلام أفضل لأنَّه من باب التحلية والسكوت من التخلية والتحلية أفضل ولأنَّ المتكلم حصل له ما حصل للساكت وزيادةٌ وذلك أنَّ غاية ما يحصل للساكت السلامة وهي حاصلةٌ لمن يتكلم بالخير مع ثواب الخير
[ غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (١/٧٤) ]
وقال ابن تيمية: فالتكلم بالخير خير من السكوت عنه والصمت عن الشر خير من التكلم به فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها وكذلك الإمتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء فذلك من البدع المذمومة أيضاً كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قائماً في الشمس فقال: ما هذا؟ فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه
[ الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان(٦١) ]
وتذاكروا عند الأحنف بن قيس أيهما أفضل الصمت أو النطق؟ فقال قوم: الصمت أفضل فقال الأحنف: النطق أفضل لأنَّ فضل الصمت لا يعدو صاحبه والمنطق الحسن ينتفع به من سمعه وقال رجل من العلماء عند عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: الصامت على علم كالمتكلم على علم فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم أفضلهما يوم القيامة حالاً وذلك أن منفعته للناس وهذا صمته لنفسه فقال له: يا أمير المؤمنين وكيف بفتنة النطق؟ فبكى عمر عند ذلك بكاءً شديداً
[ جامع العلوم والحكم لابن رجب (٣٤١) ]
وقال ابن عبدالبر: الكلام بالخير من ذكر الله وتلاوة القرآن وأعمال البر أفضل من الصمت وكذلك القول بالحق كله والإصلاح بين الناس وما كان مثله
[ التمهيد (٢٠/٢٢) ]
وقال أيضاً: مما يبين لك أنَّ الكلام بالخير والذكر أفضل من الصمت أن فضائل الذكر الثابتة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستحقها الصامت
[ التمهيد (٢٢/٢٠) ]
وقال النيسابوري: والإنصاف أن الصمت في نفسه ليس بفضيلة لأنَّه أمر عدمي والنطق في نفسه فضيلة وإنما يصير رذيلة لأسباب عرضية مما عددها ذلك القائل فيرجع الحق إلى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله امرأً قال خيرًا فغنم أو سكت فسلم
[ غرائب القرآن (٤/٥٣٧) ]
وقال علي بن أبي طالب: لا خير في الصمت عن العلم كما لا خير في الكلام عن الجهل
[ تفسير الرازي (٢/٤٠١) ]
🍃 جزى الله خيراً من قرأها وساعد على نشرها
🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃
للإشتراك على الواتساب
https://chat.whatsapp.com/JVG8OlbxIixEz0idWHdtck
https://chat.whatsapp.com/HV4DS7k89gB9BLRIKaJfmi
للإشتراك في قناة التلجرام
https://goo.gl/EczhmQ
لا تنسوا ضغط إشتراك أسفل القناة 👇