عندما يسبق الفنانون والتجار من خارج عدن رجال المال فيها.. أين المليارديرات الجدد؟ أمس في الصباح، تلقيت رسالة من الفنانة اليمنية ماريا قحطان، تخبرني أنها عادت من مهرجان فني في سقطرى حصلت خلاله على عائد مالي قدره 3 ملايين ريال يمني. ومن هذه المكافأة، قررت أن تمنح 2 مليون ريال لقسم مرضى السرطان بعدن، بينما خصصت المليون المتبقي لدعم مركز الغسيل الكلوي في عدن. وفي موقف مماثل، تواصل معي حلمي المرهبي، صاحب مركز العسل الشهير في صنعاء، قائلاً: “شوف احتياجات مركز الغسيل في عدن، ونحن مستعدون لتقديم أي دعم يحتاجونه.” قبل أسبوعين، تدخل رشاد هائل لإنقاذ كهرباء لحج عبر تزويدها بكمية من الوقود، وقبل يومين أعاد تشغيل محطة كهرباء المنصورة بعد توقفها. وفي موقف مشابه، سارع طارق صالح لإنقاذ مركز غسيل الكلى في مستشفى الصداقة بعد توقفه، وأعاده إلى العمل. هؤلاء الذين تمت شيطنتهم لسنوات طويلة، نجدهم اليوم يهبّون لمساعدة الناس في الأوقات الحرجة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه: أين رأس المال في عدن؟ أين هم التجار الذين ظهروا بعد 2015؟ الذين نعرف جميعًا كيف جمعوا ثرواتهم، من نهب الأراضي، وتجارة الديزل، والاستيلاء على المخططات السكنية، واستغلال حقوق الناس. أنتم اليوم مليارديرات بفضل هذه المدينة، بفضل خيراتها وأراضيها وثرواتها، على الأقل، اخجلوا قليلاً وساهموا في رفع معاناة سكان عدن، المدينة التي أثرتم من خيرها. متى ستخجلون؟ متى ستدركون أن هناك مسؤولية أخلاقية واجتماعية تجاه الناس الذين طحنهم الفقر والمعاناة، بينما أنتم تنعمون بثروات ليست من حقكم؟ لأبوكم الراعة… متى ستخجلون؟ فتحي بن لزرق https://whatsapp.com/channel/0029Vb0EWW584OmHPasFPg2a