رمضان ذلك الشهر الفضيل الذي يحمل في طياته عبق الذكريات وأجواء من السعادة والطمأنينة يحملني الحنين إلى أيام رمضان الجميلة التي عشتها في عدن. فتحت أبواب الطُفولة كان الشوق يزداد مع قدوم هذا الشهر المبارك، حيث تتزين الأرجاء بالأضواء والزينات وتعود الروائح الشهية من المطبخ لتملأ القلوب بالمودة وتجلب المحبة. كانت أيام رمضان في عدن مليئة باللحظات السعيدة حين تجتمع العائلة حول مائدة الإفطار تُرتب الأطباق اللذيذة وتتشابك الأيادي في تبادل الأطباق. الضحكات والمحادثات تملأ المكان. كانت ليالي رمضان تنتظر بحفاوة، وكنا ننطلق مع الأصدقاء لنحتفل بمراسم السحور ونتبادل الأحاديث حول ذكرياتنا وآمالنا. ومع كل أذان مغرب تتجدد تلك الطقوس الجميلة فيُحبس الزمن وتتصاعد ألحان القلوب في انتظار لقمة مُحلى بفرحة رمضان. أتذكر كيف كانت الشوارع تعم بالخير مع تزايد الأعمال الخيرية وتوزيع الإفطار على المحتاجين فكان كل عمل يُشعرنا بالترابط والتضامن والالفه. كلما أتى رمضان اليوم يدعوني الحنين لاستعادة تلك الذكريات الثمينة لنسترجعها ونحييها بنكهة الحاضر. دعونا نعيد إحياء تلك الأجواء نحافظ على تقاليدنا ونزرع السعادة في نفوسنا. لنجعل من كل لحظة مناسبة للاحتفال بروح رمضان وننثر فيها محبة الماضي على حاضرنا لنعيشها من جديد بعزيمة متجددة. *وضاح عبدالله الفقيه* *قناة هويتي* https://whatsapp.com/channel/0029VaCdcyV8vd1YC89je91X