
Mustashara المستشارة
February 6, 2025 at 10:43 AM
الهوية ليست تفصيلاً صغيراً: لماذا يجب أن نقول "لطيفة الدروبي"؟
✍🏼 دعوة الأحدب.
قد يبدو تصحيح اسم شخص ما مسألة بسيطة لا تستحق الوقوف عندها، لكن الحقيقة أن هذه التفاصيل الدقيقة تشكل خيوطًا أساسية في نسيج هويتنا. فعندما نقول إن زوجة أحمد الشرع تُدعى "لطيفة الدروبي" وليس "لطيفة الشرع"، نحن لا نصحح خطأً عابرًا فحسب، بل نؤكد على أهمية احترام الحقائق التي ترتبط بجذورنا وهويتنا.
الهوية ليست مجرد شعار أو فكرة عابرة، بل هي كيان متكامل من الدين، والتاريخ، والتراث، والعادات، والتقاليد، وحتى الأسماء. كل أمة عظيمة تدرك أن قوتها تنبع من اعتزازها بهويتها، وكلما زاد هذا الاعتزاز، كلما كان أبناؤها أكثر وعيًا بثقافتهم، وأقدر على الدفاع عنها دون الحاجة للصراخ أو المبالغة.
عندما تهتز هوية أمة، يبدأ أفرادها بالبحث عن قوالب جديدة تناسب المعايير التي يفرضها "الآخر" الأقوى أو المنتصر. هنا تكمن الخطورة: التخلي التدريجي عن ثوابتنا لصالح معايير لا تشبهنا، أو الأسوأ، محاولة تزيين أنفسنا بهوية ليست لنا، فقط لنحظى بالقبول أو الاعتراف.
نحن نساء سوريات، مسلمات، عربيات، نعتز بجذورنا، نستلهم قوتنا من قيمنا، ونمضي بثقة دون الحاجة لاستعارة هوية لا تشبهنا. نحن لا نطلب الاحترام، بل نفرضه بهدوء ورزانة لأننا نعرف من نحن.
تصحيح الأسماء، الحفاظ على التفاصيل الصغيرة، حماية التراث، كلها ليست أمورًا ثانوية، بل هي جزء من معركتنا اليومية للحفاظ على أنفسنا وسط عالم يحاول إذابة الفوارق باسم العولمة. نحن لسنا ضد التقدم أو الانفتاح، لكننا نؤمن أن الانفتاح الحقيقي يبدأ من الداخل، من هوية راسخة تعرف كيف تتعامل مع العالم دون أن تذوب فيه.
لهذا، نقول: اسمها لطيفة الدروبي. وهذه ليست مجرد معلومة… إنها هوية.
#الهوية_مسؤولية #تفاصيل_تصنع_الفرق #سوريات_باعتزاز #احترام_الجذور
❤️
👍
5