Mustashara المستشارة
Mustashara المستشارة
February 10, 2025 at 09:56 AM
يا قيصر... لقد سمعهم الله لقد سمعهم الله، ورآهم، وشهد على ما جرى لهم. وما كان ليضيع دماء الشهداء، ولا أنين المعذبين، ولا صبر المحتسبين. "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169). هكذا يخبرنا الله عن الشهداء، أحياء في دار النعيم، عند ربهم، يرزقون، فرحين بما آتاهم الله، لا يضرهم إن سمع الناس مظلوميتهم أم لم يسمعوا، فقد سمعها رب العالمين، وجعل لهم أعظم الجزاء. "إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (التوبة: 120). الذين جاهدوا في سبيل الله، الذين عُذبوا حتى الموت، الذين ضحوا بأنفسهم لأجل أمتهم، لهم أجر لا يضيع، وإن غفل الناس عنهم، فالله لا يغفل. وأما من استُشهدوا، فهم في مقامٍ لا يساويه شيء في الدنيا، حتى أنهم لو خُيِّروا، لاختاروا أن يعودوا إلى الدنيا، لا لمالٍ ولا سلطان، ولكن ليُقتلوا شهيدًا مرة أخرى! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ" (البخاري ومسلم). إذن، لمن بقي منا، ما هي الرسالة؟ رسالة قيصر ليست مجرد صور، ولا مجرد أدلة تدين الجلادين، بل هي وصية للأحياء، أن لا يتركوا بابًا لحماية هذا البلد إلا وطرقوه، ولا سبيلاً لإقامة الحق إلا وسلكوه. يا من رأيتم الظلم، لا تكونوا شهودًا صامتين. يا من سمعتم أنين المظلومين، لا تكونوا آذانًا غير واعية. يا من رأيتم جثث المعذبين، لا تكونوا قلوبًا باردة. فالأمانة اليوم بين أيدينا، والميدان مفتوح لكل عمل ينصر هذه القضية، بالحرف، بالكلمة، بالقانون، بالجهد، بالعطاء، بالسلاح إن استلزم الأمر، فلا يُخذل الشهداء بالتقاعس، ولا يُنصر المظلومون بالصمت. وإن ظن الطغاة أنهم نجوا، فليس لهم إلا قول الله: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" (إبراهيم: 42). --- بقلم: د. دعوة الأحدب #يا_قيصر_لقد_سمعهم_الله #العدل_وعد_إلهي #دماء_الشهداء_أمانة #الثورة_لن_تموت #الأحرار_لا_يخذلون #المظلوم_دعاؤه_مستجاب
❤️ 2

Comments