وَنَسْ"))🦩
February 28, 2025 at 04:41 PM
الحمد لله الذي بلّغنا رمضان، شهر الرحمة والغفران، شهر تُصفّد فيه الشياطين، وتتنزل فيه الرحمات، وتُفتح فيه أبواب الجنة لمن أقبل بقلب خاشع ونفس متعطشة للخير.
ها نحن نطرق أبواب هذا الشهر الكريم، نحمل في قلوبنا أشواقًا متجددة، ونوايا صادقة أن يكون لنا فيه نصيب من القرب والطاعة، وأن نخرج منه بقلوب أنقى، ونفوس أرقى، وأعمال أزكى.
رمضان ليس مجرد أيام نصوم فيها عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة تُعيد تشكيل أرواحنا، تهذب قلوبنا، وتذكرنا بأن الحياة ليست سوى رحلة قصيرة.
رمضان مدرسة نتعلم فيها الصبر، ونتربى على التزكية، ونتذوق فيها حلاوة القرب من الله. يأتي ليعيد تشكيل أولوياتنا، ويذكّرنا أن الحياة الحقيقية ليست في متاع الدنيا، بل في لحظات الإخلاص والخشوع، في الدعوات الصادقة وقت السحر، في دموع التائبين، وفي سكينة القلوب التي وجدت طريقها إلى الله.
رمضان هو موسم التجديد، تجديد الإيمان، وتجديد العهد مع الله، وتجديد الأمل الذي كاد أن يذبل في قلوبنا. فيه نتحرر من قيود الحياة التي أثقلت أرواحنا، ونتخفف من هموم الدنيا التي شغلتنا، ونتقرب من رب كريم، عفوّ، غفور، ينتظر منا أن نقبل عليه بصدق، ليبدل سيئاتنا حسنات، وأحزاننا أفراحًا، وخيباتنا أبوابًا جديدة لم نكن نحلم بها.
فما أسعد من أحسن استقباله، وما أكرم من أخلص فيه، وما أعظم من خرج منه وقد غُفرت ذنوبه، وتبدلت أحواله، وامتلأ قلبه بحب الله، ووجد أثر ذلك في حياته كلها!
وفي هذه المناسبة، نقول لكم: رمضان مبارك، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، وكتب لنا ولكم فيه مغفرة ورحمة وعتقًا من النيران. ورزقكم فيه السعادة التي لا تزول، والفرح الذي يدوم، والقلوب التي تطمئن بذكره، والعقول التي تستضيء بنوره.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وبفضله أكرم.
-سوزان الضحيك
❤️
2