قطوف راحةُ البالِ
قطوف راحةُ البالِ
February 2, 2025 at 10:21 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VakavqO3rZZcfMim6J35 *الثور والماتدورة* *الزواج* ليس حلبة مصارعة، ولا استعراض قوى. لا تسمحي للخلافات أن تخرج من عتبة بيتك، لأنه إذا خرجت ــــــــــــــ - هو وأنتِ ـ ستخرجون بعدها. بقاؤكم داخل العتبة ليس سهلاً. *لا فائدة من المصارعة.* أسقطي خرقة المانشيت الحمراء التي ترتدينها أو تمسكينها بيديكِ. دور الماتدورة الذي تمارسينه ليس دورك، بل إن كل نصيحة وجهتك لممارسة هكذا دور تعرضك للخطر، وتعرض علاقتكما للدمار. استعيذي بالله واخرجي ما تم صبغ ذهنك به من ــــــــــــــ "أذنك الشمال " دورك هو الزوجة الرحيمة الكريمة، المحبة والصابرة، امنحيه العطاء، يمنحك الدلال. متى ما عاملتيه بإحسان سيعاملك برحمة ولطف. متى ما قدرتيه وحفظتيه واحترمتيه كان لك نعم الصاحب والمحب. متى ما استنزفتيه هلكتي وخسرتي نفسك وبيتك وأولادك وخسرتيه. رده فعله رهينة بتصرفاتك معه، وتذكري ذلك، أن الرجل خلقه صعب ونفسه ضيق،وطينته متشددة، وفهمه عسير. داريه أنتِ كي يداريك. لكل فعل رده فعل. لا تنسي أنه يؤذى من حال هذه الدنيا جلالِ الخطر كي يبقى بيته سامر عامر، يخرج من البيت في ساعات الصباح الأولى ما أن يعود عند حلول الظلام كي يرتاح حتى تقعدين الدنيا وتقيمينها فوق رأسه، هذا لا يصلح يا عزيزتي. فهو يلقى فيها أشد الجهد من العمل، ويحمل ثقل العائلة على كتفيه. وأنتِ دورك أن تستقبليه بالتخفيف فيما يكابده وبالرحمة. بهذا أنت هنا تحافظين عليه، وتحافظين على نفسك، وعلى بيتك، وعلى استقرار هدوءه، وعلى استقرار الاحترام بين أهلك وأهله. مقام الزوجة مثل انك تحملين إبرة ومقص؛ إن أردت فراقه خذي المقص، وإن أردت البقاء عليكِ الإبرة. خيطي جروحه ولملمي شتاتكما، وإلا دفعتي ثمن جهلك واستهتارك غاليًا. أفيقي من غفلتك، يا امرأة..! *هو وأنتِ لستما ثور وماتدورة.* حين يبلغ الأمر بينكما شدة، ثم يحتدم العراك والصراخ، تنهال الضربات، تنهمل الدموع، تنكسر الروح. إنه لا يسقط جسديكما المنهك والمهترئ، بل يذوب كبريائك ويسقط أمام ضخامته وقسوته وصلابته. أهذا ما تريدينه؟! انظري في المرآة، ألا ترين حالك كيف أصبح؟! انظري حولك، ماذا ترين؟! أولادك يبكون في كل الأركان وأهلك وأهله يجلسون بلا حراك في المنعطف. *هلمّ، ذوقي ألم الجزارين!* نحو المجزرة في قلب المدينة، الكل منهم يهرول كي يحمل لحمه. *هو وأنتِ بين أيدي الجزارين.* هناك على الطاولة بين فأس الجزار وضعتِ رأسك ورأسه، لحم هش.. يتمتم الجزار؟! هلمّ تعال واشتري؟! *هنا تموت الدموع من فرط حسرتها.* ينكشف الستر، تتدمر البيوت، ينقطع الوصل، تُداس الكرمات تحت الأرجل، تتشوه الملامح، تظهر الندوب والكدمات، وعلى الجفون يتعلق الندم، كلما رمشت العين مرة انهمرت الأجفان بلا هوادة. *أي منكما البائع؟ أي منكما الذي يجر لحمه بيديه لينشره ويبيعه بأبخس ثمن، ويكون فيكما من الزاهدين؟!* *هل أنتِ راضية؟ هل هو راضٍ؟!* *لذا ايدعيه قنينة الكبرياء* واحكمي غطاءه. اعلمي أن في منعطفات الحياة الزوجية تحصل صدامات وحوادث نفسية وكلامية بين المرأة وزوجها. اسكبي دموعكِ في قنينة الكبرياء واجعلي منها رذاذ عطر ترتشين به في كل منعطف بينكما. اسحقي كلماته، خيباته، غزله الساذج ووعوده، بودرة لكِ كي تخفي بها أثر كدماته وخيباته. كلما يزداد زوجك صلابة، ازدادي احتواء. وكلما يزداد قسوة، ايدعيه قنينة الكبرياء. *يحدثك التاريخ الإسلامي* عن أروع ما يقتدى به من مثال يضرب به عن الزوجة الصابرة المحبة لزوجها المدافعة عن بيتها في سيرة خديجة رضي الله عنها. لما لا تسمعينه وتكوني أذاناً مصغية له؟ ها هي خديجة بنت خويلد، زوجة حبيبنا ونبينا محمد ﷺ، وجد منها غاية الحب والود، ومن العطف والحنان، حينما آمنت به وصدقته ودافعت عنه وعن رسالته عندما وجد الأذى والعذاب من قريش في نفسه وأهله وفي أصحابه. مكبرة ثباته وصبره، محبة له أعظم الحب وأوفاه. تحملت في سبيله التعب. كان يمر النهار بطيئًا وهي تحترق في سبيل منقذها من الضلال. من أجله لم تيأس ولم تستسلم في مواجهة الشدائد. *أحدثك أنا ها أنتم ذا* (الظمأ، الجوع، الصيام، الهجرة). هو لا يريد منك أن تظمأي، أو أن تجوعي، أو أن تهاجري، أو أن تحملي السيف لأجله. كل ما يريده منك هو الصبر على احتوائه، لا تتعمدي إنهاكه وإثارة غضبه، بل إن تستلذي الألم والضراء لأجله، تشاطريه تعبه وخوفه وآماله، تشاركيه أحمال الحياة الثقال، وتصرفين بواعث الشر والدمار، تستريه لا أن تكشفي سره وستره. لا أن تحولي بيته إلى حلبة صراع، وفرجة للرايح والجاي من الأهل والأصدقاء. أنت لست ماتدورة وهو ليس ثور بيتك ليس حلبة للمصارعة، حياتكم ليست تفرجة . ليس هناك ما يستدعي نزال نهايته فوز وانتصار. إنما هناك شراكة وبيت وأطفال وأسرة ومجتمع وأمة يملئها الحب والود والتعاون والإخلاص . كم من بيوت انهارت بسبب فشل المرأة وجهلها في التعامل مع زوجها، حيث عليها أن تتجاهله تتحاشه تتعمد إثارة النزاع والمشاكل، فتكون النهاية صدام بلا غفران أو تنازل يؤدي بالعلاقة إلى مصاف لا يحمد عقباه. *وفي النهاية*، بالتنازل والتوازن لا بالصراع تُعمر البيوت وتحيا العلاقات بسلام...! *همسي..✍🏻*

Comments