الكتاب الشهري
February 1, 2025 at 07:52 PM
*تتمة في بيان الفروق والاختلافات بين العيد والجمعة:* قال السعدي رحمه الله: ومنها: أن *المشروع أن تكون صلاة العيدين في الصحراء إلا لعذرٍ،* *والجمعة المشروع أن تكون في قصبة البلد إلا لعذرٍ.* ومن الحكمة في ذلك؛ لاشتهار العيد، وزيادة إظهاره، ولاشتراك الرجال والنساء فيه، وهذا أيضًا من الفروق بينهما. ولذلك كان النبي ﷺ يأمر النساء بالخروج للعيد، حتى يأمر ذواتِ الخدورِ، وحتى يأمر الحُيَّضَ ليحضرْنَ دعوة المسلمين؛ فإن دعوتهم مجتمعةً أقرب للإجابة. كما أن *العبادة المُشترَكة أفضل من المنفردة،* حتى فُضِّلَتْ صلاة الجماعة على صلاة الفَذِّ بسبعٍ وعشرين ضعفًا، وهذا من المعاني المُشترَكة. ومنها: *وجوب فطر يوم العيد،* *دون الجمعة؛ فإن إفراد صومه مكروهٌ،* لكون العباد أضياف كرم الكريم فيهما [العيدين]. ومنها: أنه *في العيد ينبغي أن يخرج من طريقٍ ويرجع في آخر، بخلاف الجمعة.* ومنها: *كراهة التنفُّل في مصلى العيد قبل الصلاة وبعدها، بخلاف الجمعة.* ومنها: أن *الجمعة فرض عينٍ بالإجماع،* وأما *العيدان ففيهما خلافٌ معروفٌ، المشهور من المذهب: أنهما فرضا كفايةٍ.* والصحيح: أنهما فرضا عينٍ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد، اختارها الشيخ تقي الدين. إرشاد أولي البصائر والألباب (ص ١٢١ - ١٢٢).
👍 1

Comments