*📜| قوله تعالى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}* *📂| قال الشيخ #عبدالعزيز_الراجحي حفظه الله :* |[ حبل الله قيل: هو القرآن الكريم, وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم, وقيل: هو الإسلام, وكل ذلك صحيح, وهذا من اختلاف التنوع؛ فمن تمسَّك بالقرآن, واتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم, واستقام على دين الإسلام, فقد سار على الصراط المستقيم, ومَن استقام على هذا الصراط المعنوي في الدنيا, استقام على الصراط الحسي في الآخرة, ونجَّى من النار. والمعنى: أن الزموا دين الله، واتبعوه نبيَّه, والزموا القرآن والسُّنة، واعتصموا بهما، والزموهما عند الفتن، وعند الاختلاف، كما قال سبحانه في الآيات: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59]. وقوله تعالى: {وَلاَ تَفَرَّقُواْ}: تحذيرٌ من الاختلاف والتفرِّق؛ فإن الاختلاف والتفرق سببٌ للعداوة والبغضاء، وتسليط الأعداء، فالأعداء إنما يطمعون في المسلمين إذا تفرقوا، وأما إذا كانوا يدًا واحدة فلا يطمع فيهم الأعداء. وقد ورد النهي عن التفرق, والأمر بالاجتماع والائتلاف, كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا مَن ولَّاه الله أمركم؛ ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال». واجتماع الأمة يعصمها من الخطأ, كما في جاء في حديث: «لا تجتمع أمتي على ضلالة», ولهذا استدل علماء الأصول بهذه الآية على أن إجماع الأمة حُجَّة, وأنهم معصومون عن الخطأ, واستدلوا أيضًا بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}[النساء:115]. فمن يتَّبع غير سبيل المؤمنين فقد خالف إجماعهم, فهو ضال منحرف. وقوله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}: هذه الآية في الأوس والخزرج, فقد كان بينهم في الجاهلية حروب طاحنة، استمرت سنين طويلة، وكانوا أعداء, فألَّف الله بينهم بالإسلام، وبهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم. والمعروف أن أهل الجاهلية كانت تقوم بينهما الحروب لأتفه الأسباب, فقد تقوم الحروب الطاحنة بين القبائل من أجل فرس سبق فرسًا آخر, وقد تقوم الحروب بينهم من أجل كلمة, وتظل الدماء لا نهاية لها. وقوله تعالى: {وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا} أي: كانوا على شفا حفرة من النار؛ لأنهم كانوا على الشرك والكفر، فأنقذهم الله بالإسلام، وببعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} أي: أن الله تعالى يبين آياته لعباده لهدايتهم، وإنقاذهم من الضلالة، (ولعل) هنا للتعليل, وليست للترجي، والمعنى: لكي تهتدوا، ولأجل أن تهتدوا. |] 📓| (فتح الرب الوهاب ببيان معاني آي الكتاب) *----- ------- ------- ------ -------- ------* ضع هذا الرقم مشرفا في مجموعتك وهو سيقوم بالنشر التلقائي :* * https://wa.me/967773067920 * قناتنا *"خدمة النشر"* https://whatsapp.com/channel/0029VaH57ag9mrGiaylLoA1F قناتنا الأخرى *"صندوق الفتاوي"* وهي مفيدة جدا : https://whatsapp.com/channel/0029Va95ep6EwEjqsiLbgn2