
نقشُ القلَم | مُحمد عاطِف
February 13, 2025 at 07:21 AM
مِن هذا الحاضر الغائب إلى ذاك الغائب الحاضر، أخُطُّ رِسالتي، بالدمعِ دون الحِبر، وعلى سطور الأسى لا على سطورِ الورق، فالسلامُ عليكَ حتى تفنى الأعداد وتكَلٌُ الأنامِل، وعلى عينيكَ ذات السلام، وبالخُلدِ أدعو أن يتمَّ لقاؤنا، حتى تَرُدَّ السلامَ ويعود السلامُ.
هل لي أن أسرقِ من هدوءِك بعضَ الدقائق؟ حتى أحكي لك ما أقاسيه وأُعانيه في غِيابك، ففي غيابِك يا رفيقي فقدتُ رَفاهيةَ التناسي ونِعمة النِسيان، فهأنذا ما زِلتُ أذكُرُ ذاكَ اليوم بِجُلِّ أحداثه وتفاصيله، عندما تَوقفت ساعتُكَ عن الدوران، ودارت بالأزمان ساعتي، لتتبدَّل مواقِعنا بخرائط الزمان، وتُصبِح أنت مِن سُكان الأمسِ، وأُمسي أنا من ضحايا ذاتِ الأمس، فالدمعُ منذ ذلك الحينِ لم يُفارِق حدود أجفاني والشوقُ منذ تِلك اللحظة لم يُغادِر غُرف قلبي، وأنتَ لم تُبارِح سواد عيني وخيالَ فِكري، فالحُلمُ أصبح يعُجُّ بأطيافِك، والواقِع كُلهُ صار في العُرفِ أطلالك.
-مُحمد عاطِف-

❤️
5