🕌من نفحات الخطبة القادمة 🕌 🌺وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ🌺 ٨ شعبان سنة ١٤٤٦ ٧/ ٢ / ٢٠٢٥ #خطبة_الجمعة_دمحمد_سالم 🎈🎈🎈العناصر🎈🎈🎈 ✍1-كل بني آدم خطاء ✍2- فرق بين خطأ وخطأ ✍3-الذنوب منها كبائر وصغائر ✍4- من الذنوب ظاهر وباطن ✍5- خطورة الذنوب ظاهرها وباطنها ✍6- مكفرات الذنوب 🌺🌺🌺وبعد🌺🌺🌺 فحديثنا اليوم أيها الأخبة بعنوان وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ هذا أمر من الله سبحانه وتعالى أمر به عباده في كتابه بأن يتركوا المعاصي صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها لأن المسلم بإيمانه قد نجا من الشرك الذي لا يغفره الله لأنه سبحانه لا يغفر أن يشرك به قال تعالى في سورة النساء (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (48) إذن فالذي آمن بالله عز وجل نجا من الكفر فلم يعد يخاف عليه من أن يعذب بسبب الكفر ولكن يخشى عليه من الذنوب لأنها مهلكته كما قال الشاعر خَلِّ الذُنوبَ صَغيرَها *** وَكَبيرَها فَهوَ التُقى واصنع كماشٍ فَوقَ أَر*** ضِ الشَوكِ يَحذُرُ ما يَرى لا تَحقِرَنَّ صَغيرَةً *** إِنَّ الجِبالَ مِنَ الحَصى والذنوب كما قسمها العلماء تنقسم الى قسمين كبائر وصغائر فالكبائر: هي الذنوب العظام قال أهل العلم: هي كل ذنب ارتكبه الإنسان وكان فيه حد في الدنيا كالقتل والزنا والسرقة، أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد، أو لعن فاعله في كتاب الله أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. بل إن الكبائر نفسها فيها أكبر الكبائر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج البخاري في صحيحه (3/ 172/2654) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟» ثَلاَثًا، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ - وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ - أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ»، قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ المشكلة أن الذين يرتكبون مثل هذه الذنوب قد لا يدركون خطورة ما فعلوه بأنفسهم من استجلاب سخط الله عز وجل فإنا إذا نظرنا الى هذه الكبائر المذكورة في الحديث وجدنا أن أول الكبائر الاشراك بالله هل يشك أحد أن الاشراك أعظم الكبائر لان المشرك بالله منكر لكل فضل لله عزوجل عليه رغم انه يتقلب في نعم الله عزوجل في كل لحظة من لحظات حياته فحينما يتنكر لكل هذا الفضل فقد ارتكب أعظم الكبائر كذلك من ينكر فضل أبويه عليه لكن انظر الى الكبيرة الثالثة ألا وقول الزور وشهادة الزور كان النبي متكئا عند ذكر الاوليين ولكنه اعتدل وجلس وهو يقول الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلت ليته سكت هل يخاف الناس من قول الزور ام يستسهلون؟! ما ايسر ان يجامل الصديق صديقه بشهادة زور سواءا بقول ما لم يحدث أو انكار ما حدث بدعوى أنه مالوش دعوة ولا يريد مشاكل وهو كاتم للشهادة أو هؤلاء الذين يؤجرون انفسهم ليحفظوا كلمتين يقتطعون بها أموالا وربما أحلوا حراما أو حرموا حلالا أو اضاعوا حقا حينما يذهب الرجل ليشهد مثلا على زوجين ثم يسأله القاضي أيضربها؟ فيقول نعم. وهو لم ير أو يسأله أأخذت ذهبها وهو يعلم انه عندها مثلا فيقول لا أو لا أعرف أو العكس أن يجيئ في جانب الرجل حتى يضييع على المرأة حقوقها بشهادة زور فويل لهؤلاء ثم ويل ويل الناس يستسهلون هذا الأمر فانظر الى وضع النبي هذا الامر الذي يتساهل الناس فيه في أكبر الكبائر ثم وضعه مع الاشراك بالله وعقوق الوالدين! وانظر كيف يستهين الناس بالكبائر ولا تتحرك فيهم شعرة وهم يرتكبونها. ربما كلنا يحفظ هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه صحيح البخاري (4/ 10/2766) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ» هذه سبع موبقات منها ما يستهين به الناس وأقرب مثال على هذا القذف فتجد حتى في حديث الاصدقاء ربما كان في كلامهم قذفا صريحا للآباء والأمهات بألفاظ توجب الحد وطبعا الحدود لا تنفذ وقد لا ينتبه الانسان الى التوبة منها فيجيئ يوم القيامة بحد في رقبته لم يستبرء نفسه منها في الدنيا فيجيئ يوم القيامة مصيره معلق بما قال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فعن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَصْحَابِهِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: «تَعَالَوْا بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ عَلَى ذَلِكَ (صحيح البخاري (5/ 55/3892) ورغم أن الله عزوجل جعل بين الانسان وبين الكبائر أسوارا من الاحتياط وأسوارا من الصغائر إلا إنك تجد من الناس من اقتحم تلك الاسوار حتى يفعل الكبائر وأكبر الكبائر فتجد في الناس الكافر والمشرك والقاتل والسارق والساحر والقاذف وآكل الربا وشاهد الزور نسأل الله لنا ولكم العافية ثم من نجا من الكبائر لا يكاد ينجو من الصغائر لان الناس لا ينتبهون لها أو يعدونها من المحقرات ولا يدركون أن هلاك الانسان قد يكون في المحقرات من الذنوب ألم يقل الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما سأله أمؤاخذون نحن بما نتكلم ؟! عن عُرْوَةَ بْنَ النَّزَّالِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ خَلِيًّا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: " بَخٍ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَهُوَ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَلْقَى اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ أَمَّا رَأْسُ الْأَمْرِ: فَالْإِسْلَامُ، فَمَنْ أَسْلَمَ سَلِمَ، وَأَمَّا عَمُودُهُ: فَالصَّلَاةُ، وَأَمَّا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ: فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ " قَالَ: فَأَقْبَلَ نَفَرٌ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَشْغَلُوا عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْلُكَ أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ لَكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» مسند أحمد (36/ 387/22068) فانظر أخي الى وصية النبي لسيدنا معاذ ألا أدلك على ملاك ذلك كله قلت نعم يا رسول الله قال أمسك عليك هذا وأشار الى لسانه قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» من منا يعد كلامه من عمله قالوا قديما من عد كلامه من عمله قل كلامه فيما لا يعنيه! هذا مثال لباب واحد من المحقرات التى قد يكون فيها هلاك الانسان ألا يمسك لسانه وخطورة المحقرات من عدة جهات 1- أنه يستهان بها 2- لا ينتبه لخطورتها 3- لا يتاب منها في الغالب 4- لا ينتبه لكثرتها وتكرارها وتراكمها وهذا أخطر شيئ فيها اسمع الى ما أخرجه البخاري في صحيحه بَابُ مَا يُتَّقَى مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ صحيح البخاري (8/ 103/2492) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا، هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعَرِ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ المُوبِقَاتِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «يَعْنِي بِذَلِكَ المُهْلِكَاتِ» و أخرج أحمد في مسنده (37/ 466/22808) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ» فإن هذه الذنوب الصغيييرة إذا اجتمعت على الانسان أهلكته هب ان انسانا حمل على ضهره (جُوَالا) كلما اذنب ذنبا وضع له فيه حجر مثل حبة الفول ثم لا يستطيع ان يضعه من على عاتقه اليس هذا يوما سيُدفن تحت ما يحمل . هذا ما تفعله الصغائر متى لم يتب منها الانسان إذن ما هي مكفرات هذه الذنوب هناك أربع مكفرات في الدنيا 1- التوبة فيحسن بالانسان ان يتوب الى الله عز وجل وما أجمل ما كنا نسمع في اذ اعة القرآن الكريم بصوت شيخ الازهر الشيخ عبد الحليم محمود وهو يبدأ درسه بقوله والناس يرددون تبنا الى الله ورجعنا الى الله وعزمنا عزما أكيدا على ألا نعود الى المعاصي أبدا وبرئنا من كل دين يخالف دين الاسلام وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لو كان الامر بيدى لأذعته كل يوم مرات ولجعلت القنوات تذيعه مرارا وتكرارا 2- الاستغفار: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم أكثر من سبيعين مره وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر 3- الحسنات الماحيات كالصلوات الخمس والوضوء والمشي الى المساجد... الخ 4- المصيبات المكفرات فما أصاب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. ثالثا: من الذنوب ذنوبا ظاهرة وباطنه وقد ضرب لها العلماء أمثله بما كان يفعله أهل الجاهلية من ذهابهم لبيوت أصحاب الرايات من المعاصي الظاهرة واتخاذهم الخليلات والاخدان في السر وهذا أمر خطير جدا نجمل فيه القول لان الكلام فيه يحتاج الى خطبه مستقلة ولكن من باب التذكير في عجالة فمن الناس من يكون لامعا في المجتمع يخشى الناس أكثر مما يخشى الله فيتخذ الخليلات لا يخاف من الله ولكن يخاف أن يعرف الناس فيستتر من عيون الناس ولكنه لا يستحي من نظر الله اليه لذا كانوا ينبهون الى أمثال هؤلاء قديما فينصحون الواحد منهم فيقولون لا تجعل الله أهون الناظرين إليك! فليكن خوفك من الله هو الدافع لك لئلا ترتكب المعاصي لكن البعض كما قلت يخشى الناس أكثر من خشية لله فتراه 1- إذا خلا بمحارم الله انتهكها أخرج ابن ماجة في سننه بسند صحيح ابن ماجه (2/ 1418/4245) عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا» ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» قال عبد الكريم الخضير في شرح المحرر في الحديث (8/6) لا شك أن المجاهر مستخف بمحارم الله، فلا شك أن مثل هذا جرمه عظيم، وأولئك الأقوام الذين إذا خلوا إلى المحارم انتهكوها لكونهم يظهرون للناس أنهم على قدر كبير من النسك، فإذا خلوا بالمحارم انتهكوها 2- أو أنه يظهر خلاف ما يبطن فيكون حلو الحديث مر القلب منير اللفظ مظلم المعاني كما قال الشاعر يعطيك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغ منك كما يروغ الثعلب يظن ان يخادع الله والله عزوجل لا يخادع عباد الله فإنه سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى خاتمة عباد الله اتقوا الله عز وجل فإن كنا والحمد لله نجونا من الشرك وخطورته وعقوبته بما من الله علينا به من الإيمان فلم يبق لنا مخوف أعظم من الذنوب والآثام فمن اتقى الله عزوجل فلم يرتكب الكبائر فعليه بأن يتقي الله فيخفف من الصغائر بقدر طاقته وليعلم أن المؤمن لا يقع في المعصية الا غافلا او ناسيا فإذا وقع في المعصية فليسارع الى التوبة والرجوع الى الله عزوجل قال تعالى(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) فاللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه د.محمد سالم