القناعة 💙✨
القناعة 💙✨
February 13, 2025 at 03:15 PM
- من عجيب الأفكار التي انتشرت، خاصةً في جيلنا المحموم بالسعي والوصول إلى أهداف مادية، أننا أصبحنا نحقر دور ربة البيت -وإن لم نفصح، وإن لم نواجه أنفسنا- وأصبحت أعيننا مُصوَّبة نحو الغايات التي صُوِّرت في قالب الطريقة الوحيدة التي تجعل مِنَّا إنسانًا منتجًا، وهي كل عمل يدور خارج جدران البيت. جاءت أسماء بنت زيد إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-، وكانت سفيرة النساء إليه، فقالت له: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل، بالجهاد في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله؟ فقال: مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله. لم تتمرد الصحابيات، وكُتِب لهن أجر الرجال المجاهدين، وهو ذُروة سنام الإسلام، ودخلن تاريخًا لا يمحوه الزمن. لم تتمرد خديجةُ -رضي الله عنها-، وكانت تصعد الجبل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي متجاوزة الستين، حتى تُوصِل إليه زاده وقت تعبده، وقد دخلت أعظم تاريخ؛ فهي أم المؤمنين، وأحد الأعمدة التي قام عليها الدين، وأرّخ المستشرقون بوفاتها في الكثير من أحداث المسلمين. لم تتمرد فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكنها جرت بالرحى حتى أدمت يدها، واستقت بالقِربة حتى أَثَّر في نحرها، وكنست حتى اغبرَّت ثيابها، فدخلت تاريخ سيدات أهل الجنة. اصنعن الطعام، واطلبن به وجه الله، واسألن الله العافية، فالتاريخ له أبواب كثيرة تُدخَل، ولا باب أكرم من باب تدخله امرأة مسلمة، وعَت ثغرها، وأطاعت زوجها، وربّت ولدها، فوصلت، ومهدت لغيرها طريق وصوله.

Comments