
درر العلامة_الهلالي أبو أسامة حفظه الله
February 13, 2025 at 08:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد : فقد تابعت اللقاء الذي جمع الملك عبدالله الثاني وفقه الله ولي أمرنا في الأردن مع الرئيس الأمريكي ترامب كمواطن أردني ومهتم بالقضية الفلسطينية .
وسمعت وجهات نظر كثيرة متعددة : ومعارضة ومؤيدة ، ولسنا نحجر على أحد رأيه وتحليله؛ لكن ينبغي مراعاة مايلي :
١/إن التشكيك في الموقف الأردني نظامًا وحكومة وشعبًا من القضية الفلسطينية مرفوض تأصيلاً وتفصيلًا عقلًا ونقلًا؛ لأن فلسطين هي عمق الأردن والأردن عمق فلسطين على مر التاريخ؛ فلن يفرط الأردن في فلسطين ،ولن يتخلى عنها، وعن شعبها، ولا مقدساتها، ولا زال الأردن يدافع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية بكل شجاعة ومهنية .
٢/ الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي عاملت الفلسطينيين معاملة مواطنيها وأعطاهم جميع الحقوق جنبًا إلى جنب مع إخوانهم في شرق الأردن
ونحن ما زلنا نرى ونسمع ما يواجهه اخواننا الفلسطينيون ولا يزالون في الدول التي استضافت الفلسطينيين بعد النكبة والنكسة
٣/ الموقف الأردني من التهجير معروف من سنوات خلت، وخاصة عندما روج ترامب وإدارته في فترة رئاسته الأولى لصفقة القرن حيث أطلق العاهل الأردني لاءاته الثلاث (كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر)؛ قالها الملك عبد الله الثاني وفقه الله في (شهر مارس/آذار 2019)، وكررها رؤوساء الحكومات زيادة في التأكيد على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.
وشدد وزير الخارجية الأردني عليها خلال كل اجتماع لجامعة الدول العربية يتعلق بالقضية الفلسطينية .
وقد أبطل الله صفقة القرن بفضله وكرمه ،وسيرد الله كيد ترامب ومن وافقه في تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على غزة العزة
٤/ كانت ردود الملك عبدالله الثاني وفقه الله في منتهى الحكمة السياسية والحنكة الدبلوماسية شهد بذلك جميع المراقبين والمحللين، وطفحت بذلك جميع الجرائد العالمية ؛حيث أحال وفقه الله الرد النهائي إلى موقف العرب والمسلمين الموحد ،وهو الرافض لهذه الأماني الشيطانية؛ لأن أمريكا قوة عالمية وقطب أوحد في العالم، ولن يكون العرب والمسلمون ندًا لها يملك ردًا مؤترًا إلا باتحاد الموقف العربي الإسلامي الموحد ، وعلى رأس ذلك الشقيقتان مصر والسعودية: فمصر عمقنا العربي، والسعودية عمقنا الإسلامي .
٥/ إن ما يقوم به الإعلام الممول يهوديًا ورافضيًا وحزبيًا من التنمر والمزايدة على الأردن ونظامه وحكومته وشعبه في هذه القضية لن يزيد الشعب الأردني الوفي إلا اتحادًا ووحدة وتضامنًا حول الموقف الرسمي المعلن للدولة الأردنية الرافض للتهجير شكلًا ومضمونًا ،وأن فلسطين وشعبها لا يملك أحد مهما كانت قوته وسطوته أن يفرض عليهم ما لا يرضون أو يعتقدون .
٦/ أفكار ترامب بخصوص قطاع غزة وشعبها غير قابلة للتطبيق ،وما هي إلا زوبعة في فنجان لإلهاء العالم لتنفيذ مخططات خفية ،ومع ذلك قابلها العالم أجمع بالرفض والشجب والاستنكار .
ولذلك فالواجب على العرب والمسلمين أن يكونوا في هذه الظروف التاريخية الاستثنائية يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد وموقف موحد لا يقبل القسمة ابدًا
( إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَأَنَا۠ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ)
حفظ الله الأردن وفلسطين وجميع بلاد المسلمين من كل كيد ومكر ، ونسأل الله أن يجمع كلمة حكام المسلمين لما فيه خير البلاد والعباد ؛إنه بكل جميل كفيل ،وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه الدكتور سليم الهلالي
ليلة النصف من شعبان ١٤٤٦هجري في عمان عاصمة الأردن .
👍
1