ربـــــيـــــــع الـــ ـقــــ ـلوب
ربـــــيـــــــع الـــ ـقــــ ـلوب
February 6, 2025 at 12:42 AM
عبادةُ غَض البَصَر في عصرِنا هذا تُعَد كالجهاد حرفيا، ولا يطيقها إلا الرجال! تقريبًا لا يوجد مكان ليس فيه نساء ومُتبرجات وعرايا، إذا ذهبت إلى الجامعة ستجد آلافًا منهنّ، وإذا خرجتَ منها تجدهنَّ في الشوارع، وإذا ذهبت إلى السوق؛ وجدتهنَّ يُزاحِمونك، وإذا ركبت المواصلات، وجدتهنَّ بجانبك أو أمامك، وإذا مَشيت بشارع يخلوا منهنَّ؛ تجدهنَّ على لوحات الإعلانات، وعلى لوحات المحلات، لاستخدام أجسادهنَّ الرخيص كتجارة وترويج لمنتجات. وأخيرًا، وصلت إلى بيتك، هل انتهى أمر هؤلاء؟ لا، لم يَنتهِ بعد.. تفتح هاتفك فتجدهنَّ على كُل مَنصة، على الفيسبوك وإعلاناته، على الواتساب وحالاته، على تويتر، وإنستجرام...إلخ ليس شرطًا أن تبحث عن صورهنَّ، هُنَّ يأتينَكَ على هيئة إعلانات، وبنقرة واحدة تستطيع أن تأتي بأجمل نساء العالم، وترى منهنَّ ما تشتهي، وتخيل أنَّك تسمع القرآن على اليوتيوب، والله تجد إعلانات لراقصات! لك أن تتخيل أن القرآن يتوقف لأجل إعلان راقصات! تخيَّل مَع كُل هذا، فأنت مُطالَب بأن تَغُض بصرك! مُطالب بأن تنجح في حوالي مائة اختبار في غض البصر في اليوم الواحد، بل يزيد! هذا الأمر يحتاج إلى جهاد نفس، ويحتاج إلى تدريب، ويحتاج أولاً إعانة من الله سبحانه وتعالى، يحتاجُ مِنَّا أن نهتم بأعمال القلوب، كالمراقبة والتقوى والخوف، وإلا ستسقط كما سقط الذين مِن قبلك، والطريق على جانبيه جُثث من المُنتكسين لا حصر لهم، فإنَّ إطلاق البصر كُلنا يعلم إلى ماذا يؤدي! يا ليت الأمر يقتصِر فقط على النظرة أو المشاهدة، إنما يأتي بعده بعاصفة من المعاصي، التي تجعل القلب يسود ويَعتصِر من الألم والندم.. فإني أُعيذك بالله يا حبيبي أن تَكون منهم، وإن كُنت منهم؛ فالبابُ مفتوح، وربك يقبل توبتك.. فالله الله في عَبدٍ أنابَ إلى ربه، وقال: يا ربي، رجعتُ لك، وتُبتُ إليك فاغفر لي ذنبي، فيرد اللهُ عليك كما جاء في الحديث: عَلمَ عَبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب، ويأخُذُ بالذنب، قَد غفرتُ لَه..! الله الله في عَبدٍ تاب، ثُم تعثَّر ووقع، فقام مرة أُخرى بصدق، فتاب الله عليه وثَبَّته. حَيَّ اللهُ كُلَّ عَفيف البصر.. حَيَّ اللهُ الرجال. -›
❤️ 1

Comments