. *سلسلة: قبر هود بين الواقع والخرافة (١)* *موقع قبر هود -عليه السلام -وكيف تم اكتشافه* *كتب: أحمد بن جمال الكازمي.* *في مثل هذه الأيام من شهر شعبان من كل عام يتأهب بعض الصوفية في مناطق حضرموت وما حولها، للذهاب إلى منطقة السوم بالقرب من تريم بوادي حضرموت، بقصد الزيارة للمشهد الذي زعموا أنه مبني على قبر نبي الله هود -عليه السلام - فينطلقون في مواكب عامة، أو في رحلات خاصة إلى ذلك المكان، ويفعلون عنده بعض الأعمال المخالفة للشرع والدين، ولهذا يجب على المسلم أن يحذر من تلك الزيارة، وما أشبهها، لما فيها من مخاطر على دين العبد وعقيدته، فإن دين الإنسان رأس ماله، فلا ينبغي أن يخاطر به أبدًا.* *ونحن في هذه السلسلة من المقالات سنوضح بعض ما يتعلق بتلك الزيارة إن شاء الله تعالى، لعل الله تعالى أن ينفع بذلك، ويبصر عباده بخطأ ذلك العمل، والله المستعان.* *وفي هذا المقال سنستعرض بحول الله تعالى أصل هذه الأمر، وهو زعم وجود قبر هود -عليه السلام -في تلك البلاد.* *حيث أنه لم يثبت في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم -بل ولم يرد عن أحدٍ من علماء وأئمة المسلمين طوال القرون الماضية، بأن مكان قبر نبي الله هود -عليه السلام -في تلك المنطقة، بل أهل عمان يقولون: هود عندهم، وقالت بعثة أمريكية كانت تنقب في العقبة بالأردن: أنها وجدت كتابات نبطية تدل على أن قبر هود في تلك المنطقة، وأشار بعض العلماء أن قبر هود -عليه السلام -في الشام* *فإن قال قائل: فكيف إذًا عرف الناس أن قبر هود في تلك المنطقة بالقرب من تريم؟ فالجواب قد يكون ساذجًا إلى درجة كبيرة؛ ولكن هذا هو الواقع والله المستعان.* *حيث أنه قد ذكر بعض العلويين الصوفية أن اكتشاف موضع قبر هود-عليه السلام، كان عبر أحد مشايخ الصوفية العلوية في تريم وأنه عرف ذلك بالمكاشفات والمنامات.* *والمكاشفة: شيء يشبه الوحي يتلقى منه القوم كثير من شؤونهم الدينية والدنيوية، فهكذا عرف الصوفية موضع قبر هود، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم -لم يذكر لنا علمًا عن ذلك القبر، ولم تحصل هذه المكاشفات لأخيار الأمة، طوال تلك القرون، حتى جاء هذا الرجل وجماعته من الصوفية العلوية فاكتشفوا ذلك.* *ومن نظر في قصص القرآن، وفي واقع الحال، يجد خطأ التصور بأن قبر في هود في تلك المنطقة؛ لأن المعروف أن الأنبياء -عليهم السلام -كانوا يغادرون الأمم الهالكة، قبل أن تنزل بهم العقوبة، كما قص الله ذلك علينا في كتابه.* *كما أن الواقع يقول: بأن النبي هود -عليه السلام -لا يمكن أن يدفن على تلك الهيئة، وهي أن نصف القبر معلق في الجبل، وبعضه أسفل، شيء غير منطقي أصلًا.* *والواقع أن الدعوى بأن قبر نبي الله هود -عليه السلام -في تلك المنطقة هي في الحقيقة مجرد خرافة، وبينها وبين الحقيقة أبعد مما بين المشرق والمغرب.* *مع أنه لو ثبت وجوده هناك، فإن الشرع قد حذر من شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة: الحرمين، والأقصى، ومع أن الشرع لم يسمح بتلك التجاوزات الخطيرة التي يفعلها بعض القوم مع ذلك الضريح، والله المستعان.* *وختامًا حُق لنا أن نسأل الصوفية العلوية اليوم، عن حجتهم التي سيلقون الله تعالى بها في دعوى وجود هذا القبر في تلك المنطقة، وفي تلك الأعمال الشركية والبدعية التي تُفعل هناك؟* ٤/شعبان/١٤٤٦، هجرية. https://whatsapp.com/channel/0029VaNQma63wtb3JwgDng24