جبهة النضال الشعبي السوداني الي أبناء دارفور وكردفان: متى نصحو من سباتنا؟ يا أبناء دارفور العزيزة، يا أهل كردفان الصامدة، إلى متى نبقى أسرى هذا الوهم؟ إلى متى نترك أرواحنا ودماءنا تُسفك على يد جيشٍ يحمل اسم السودان، لكنه في الحقيقة ليس إلا أداة بيد قبائل الشمال التي ترى فينا عبيدًا لا سيادة لهم؟ منذ أن نال السودان استقلاله، ونحن نعيش تحت وهم الوطن الواحد، بينما الحقيقة المرة تكشف عن جيشٍ قبليٍ جهويٍ، يقصف قراكم ويحرق أحلامكم، ومع ذلك، أنتم - يا للمفارقة - من يملأ صفوفه! انظروا إلى التاريخ بعيون مفتوحة: هل رأيتم يومًا رئيسًا من دارفور أو كردفان يقود هذا البلد؟ هل سمعتم عن قائدٍ من أبنائكم يتربع على عرش الصف الأول في هذا الجيش الإرهابي؟ لا! دائمًا وأبدًا، الشايقية والجعليون وأهل الشمال هم من يمسكون بزمام الأمور، يوزعون الأوامر ويحصدون السلطة، بينما أنتم - يا أبناء الغرب - تُرسلون إلى الموت، تُخطفون من بيوتكم، تُجبرون على رفع السلاح ضد إخوتكم وأهليكم. أي ظلمٍ هذا؟ أي خداعٍ نعيشه؟ هذا الجيش ليس جيشكم، يا أبناء دارفور وكردفان. إنه جيشٌ بناه الشمال ليستعبدكم، ليجعلكم وقود حروبهم وأدوات سيطرتهم. ينظرون إليكم بازدراء، يرونكم مجرد أرقام في معاركهم، بينما هم يتربعون على عرش الحكم والسيادة. أنتم من يُقتل، أنتم من يُشرد، أنتم من يدفع الثمن، فلماذا تبقون صامتين؟ لماذا تستمرون في خدمة من يحتقرونكم؟ يا أمهات دارفور، يا نساء كردفان، أنتن من تربين الأبطال، لكن أبناءكن يُساقون إلى مذبحة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. أنتن من تبكين الشهداء، بينما أسياد الشمال يحتفلون بالغنائم. ألا تستحقون أن ترَين أبناءكم أحرارًا، يدافعون عن أرضهم وكرامتهم، لا عن مصالح من يستعبدونهم؟ أبناء دارفور وكردفان، السودان ليس ملكًا لأهل الشمال وحدهم. السودان أنتم، بدمائكم وعرقكم وتضحياتكم. لكن السيادة لن تأتي هدية، والحرية لن تُمنح لمن ينتظرها. عليكم أن تستيقظوا، أن تدركوا الحقيقة المرة: أنتم لستم عبيدًا، ولا أدوات في يد الظالمين. أنتم أصحاب الأرض، أنتم من يستحق أن يقود ويحكم. انهضوا، يا أبناء الغرب! ارفعوا أصواتكم، أوقفوا هذا الجيش القبلي الذي يقتل أحلامكم. لقد آن الأوان لكسر أغلال الوهم، لاستعادة كرامتكم وسيادتكم. متى تفهمون؟ متى تصحون؟ اليوم هو يومكم، فلا تضيعوه في خدمة من لا يراكم إلا أرقامًا في حروبه