من جبهة النضال الشعبي السوداني إلى المملكة السعودية: أين صوت الحق وسط صرخات دارفور وكردفان؟ يا مملكة الحرمين، يا أرض العزة والكرامة، يا من كنتِ يومًا منارة الأمل للمظلومين، أين أنتم اليوم من دماء أهل السودان التي تُراق على أرض دارفور وكردفان؟ أين صوتكم وقلوب أطفالنا تُمزقها قذائف الجيش السوداني، ذلك الجيش الذي يحمل راية الحركة الإسلامية الإرهابية، أخوة داعش والإخوان؟ كيف تقفون اليوم إلى جانب حكومة بورتسودان، حكومة غير شرعية، تحصد أرواحنا كما يُحصد الزرع، بلا رحمة ولا إنسانية؟ في دارفور، حيث يستيقظ الأمهات على أصوات القصف الجوي بدلًا من ضحكات أطفالهن، تنظر عيوننا المغرورقة بالدموع إليكم، تنتظر منكم موقفًا يليق بتاريخكم. في كردفان، حيث تُسدّ طرق المساعدات ويُقتل إخوتنا بناءً على هويتهم، نسأل: أين ضمير العالم، وأين ضميركم؟ الشعب السوداني ليس شمالًا فقط، بل هو دارفور وكردفان والجنوب والشرق، شعب يئن تحت وطأة عصابة تُسمي نفسها جيشًا، بينما هي في الحقيقة وحوش تفتك بالأبرياء. كيف لكم أن تدعموا هذه الحكومة المزيفة، وأنتم ترون الحقيقة بأعينكم؟ الشعب السوداني يقف اليوم مع الميثاق التأسيسي، يطالب بحكومة موازية تمثل كل أقليم، تمثل صوتنا المكسور. لكن بدلًا من ذلك، نرى دعمكم يذهب إلى من يقصف بيوتنا، يحرق أحلامنا، ويترك جثث أبنائنا تتناثر بين الركام. أهذا هو العدل الذي تعرفونه؟ أهذا هو الإسلام الذي ترفعون رايته؟ يا مملكة السعودية، إن كنتم لا ترون الدماء التي تُسفك يوميًا، فاسمعوا صرخات الأمهات الثكالى، اسمعوا عويل اليتامى، اشعروا بألم الآباء الذين يدفنون أبناءهم بأيديهم. هذا ليس نزاعًا سياسيًا فحسب، بل إبادة تُمارس على مرأى من العالم، وأنتم تقفون في الجانب المظلم. دعمكم لحكومة بورتسودان ليس مجرد موقف، بل هو سكين تطعنون به ظهورنا المثقلة بالجراح. نناشدكم، من أعماق قلوبنا المحطمة، أن تعيدوا النظر في موقفكم. انظروا إلى الحقيقة بعيون مفتوحة، لا بعيون السياسة والمصالح. الشعب السوداني يستحق حياة، يستحق أملًا، يستحق أن يُسمع صوته. دارفور وكردفان ليست مجرد أسماء على خارطة، بل قلوب تنبض بالألم والصمود. كفى ظلمًا، كفى صمتًا، كفى دعمًا للقتلة. نرجو من الله أن يهديكم إلى طريق الحق، فإن لم تكونوا معنا، فلا تكونوا علينا