شهرُ الخيرِ جاء، شهرُ تحقيقِ الأمنياتِ وضبط الخطوات، وتربيةُ النُّفوس وترويضها على الطّاعة والدّعاء والذّكر.. جئتُ أذكّركم بالدّعاء، وألّا تستهينوا بعظيمُ أثرهِ في مسيرتكُم، وألا تفترُوا ولا تعجلُوا، وتذكّروا من قبلنا كانُوا يدعونَ الله أن يرزقهُم ملحَ طعامهم، لم يكونُوا خجلِين من طلبِ المعونةِ بشيءٍ بسيطٍ كهذا، إنّما تبرّؤوا من حولهم وقوّتهم إلىٰ حول اللهِ وقوَّتهِ.. فلتعلم يا صَاحبي أنَّ أمر الله نافذ، وأنّك أنت أداةُ الفعل وأمرهُ للهِ بين الكافِ والنّون، لا تخجل أن تطلُبَ من الله حاجاتك البسيطة، يُحبّ الله أن يرىٰ افتقارك إليه، جوهرُ الإيمان يكمُنُ في أن تطلُب من الله كلّ حاجاتك وإن كانت صغيرةً في عينك، وإن كنتَ قادرًا علىٰ تنفيذها، واطلُب من اللهِ حاجاتكَ الكِبار وكلّك يقينٌ أنك تطلُب من الغنيّ صاحب الملكوتِ والكبرياءِ والعظمة، لا تكُن ممّن يسيءُ الأدبَ مع خالقهِ بالاستغناءِ عن الدُّعاء والطّلب منه، يُحبّ الله أن يرىٰ افتقارك بينَ يديه، وهُو الكريم الّذي يستحي أن يرُدّ يدي عبده صفرًا خائبتين.. تذكّر يا صاحبي، دُعاؤُك إنما هو عبادتك.. فلا تفتُر ولا تعجل.