قناة العلم الشرعي على منهج علماء السلف الصالح📙مقتطفات سلفية📚فتاوى ابن باز وابن عثيمين
قناة العلم الشرعي على منهج علماء السلف الصالح📙مقتطفات سلفية📚فتاوى ابن باز وابن عثيمين
February 19, 2025 at 05:52 PM
حديث اليوم 📿 قالَ رَجُلٌ يا رَسولَ اللهِ، لا أكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ ممَّا يُطَوِّلُ بنَا فُلَانٌ، فَما رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ في مَوْعِظَةٍ أشَدَّ غَضَبًا مِن يَومِئِذٍ، فَقالَ: "أيُّها النَّاسُ، إنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فمَن صَلَّى بالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، والضَّعِيفَ، وذَا الحَاجَةِ" الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: البخاري شرح الحديث 🔮 🔶 الصَّلاةُ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، تَتطلَّبُ الخُشوعَ والطُّمأنينةَ فيها؛ ولذلك أوضَحَ النبيُّ ﷺ أحكامَها وما يَتعلَّقُ بها مِن أحكامِ الإمامةِ والتَّخفيفِ على الناسِ، ففي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو مَسعودٍ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قدِ اشتَكَى رجلٌ إلى رَسولِ اللهِ ﷺ عدَمَ استطاعتِه إدراكَ الصَّلاةِ؛ نظَرًا لتَطويلِ الإمامِ فيها 🔶 وقد اختُلِفَ في معْنى قَولِ الرَّجلِ: «لا أكادُ أُدرِكُ الصَّلاةَ ممَّا يُطَوِّلُ بنا فُلانٌ»؛ فقيل: الكلامُ يدُلُّ أنَّه كان رجُلًا مَريضًا أو ضَعيفًا، فكان إذا طوَّلَ به الإمامُ في القِيامِ لا يَكادُ يَبلُغُ الرُّكوعَ والسُّجودَ إلَّا وقدْ زاد ضَعفًا عن اتِّباعِه، فلا يَكادُ يَركَعُ معه ولا يَسجُدُ 🔶 وقيل: بلْ يُفسِّرُه ما أورَدَه البُخاريُّ بلَفظِ: «لَأتأَخَّرُ عن الصَّلاةِ»؛ فيكونُ المعنى: إنِّي لا أكاد أُدرِكُ الصَّلاةَ في الجماعةِ، وأتأخَّرُ عنها أحيانًا مِن أجْلِ التَّطويلِ، فلا أُدرِكُ الجَماعةَ رَغمَ تَطويلِه. فغَضِبُ النبيُّ ﷺ غضَبًا شديدًا، ولعلَّ سَببَ غَضبِه إرادةُ الاهتِمامِ بما يُلْقيه على أصحابِه؛ ليَكونوا مِن سَماعِه على بالٍ؛ لئلَّا يَعودَ مَن فعَلَ ذلك إلى مِثلِه 🔶 فوعَظَهم وهو شَديدُ الغضَبِ مُخبِرًا بأنَّ الذين يُطوِّلون في الصَّلاةِ مُنفِّرونَ، ومُكرِّهون النَّاسَ في الصَّلواتِ، وإنَّما خاطَبَ الكلَّ ولم يُعيِّنَ المُطوِّلَ كرَمًا ولُطفًا عليه، وكانتْ هذه عادتَه ﷺ؛ كان لا يُخصِّصُ العِتابَ والتَّأديبَ بمَن يَستحِقُّه؛ حتَّى لا يَحصُلَ له الخَجَلُ ونحْوُه على رُؤوسِ الأشهادِ 🔶 ثمَّ أمَرَ مَن صلَّى بالناسِ إمامًا بالتَّخفيفِ فيها؛ لأنَّ فيهم المريضَ والضَّعيفَ وذا الحاجةِ، وذكَرَ هذه الأنواعَ الثَّلاثةَ؛ لأنَّها تَتناوَلُ جَميعَ الأنواعِ المُقتضيةِ للتَّخفيفِ؛ فأراد ﷺ الرِّفقَ والتَّيسيرَ بأُمَّتِه، ولم يكُنْ نَهْيُه عن التَّطويلِ في الصَّلاةِ مِن أجْلِ أنَّه لا يَجوزُ ذلك، وإنَّما يكونُ التَّطويلُ لمَن أرادَ النَّافلةَ وصلَّى لنفْسِه

Comments