
آستروفايل | Astrophile
February 22, 2025 at 03:32 PM
*الدرعية، نجم يضيء في سماء نجد*
في صحراء نجد الشاسعة، لم تكن الطرق معروفة فكلها متشابهة وفي الليل حيث الظلمة الحالكة لم يكن هنالك أي مرشد، سوى النجوم التي كانت دليل المسافرين، ولم تكن الطرق مرسومة على خرائط، بل كانت محفوظة في السماء وفي قلوب ابنائها . لم تكن النجوم مجرد أجرام مضيئة، بل كانت لغة يفهمها من اعتاد الترحال، وعلامة يهتدي بها من يسعى للوصول . كما اهتدى الأجداد بالنجوم، سلك الإمام محمد بن سعود طريق التأسيس مسترشدًا بحكمته ورؤيته الثاقبة، ليكون هو النجم الذي أنار درب الاستقرار والوحدة في الجزيرة العربية.
*النجوم كدليل للأجداد والإمام محمد بن سعود في نجد*
قبل أن تُرسم الحدود، وقبل أن تكتب الخرائط، كانت الشعرى اليمانية، والجدي، والثريا هي الأدلة التي اعتمد عليها أهل الجزيرة في أسفارهم. كان أهالي نجد يعرفون الصحراء كما يعرفون ابنائهم ولم يكونو يهيمون في الصحراء بلا هدى، بل كانوا يقرأون السماء كما نقرأ نحن اليوم البوصلة
في تلك الأرض، حيث الرمال على امتدادٍ بلا نهاية، والمسير يتطلب بوصلة طبيعية، نشأ الإمام محمد بن سعود في الدرعية، تلك المدينة مثل النجم الثاقب في سماء نجد، لامعة مُضيئة دربُ للأمان للباحثين عن الوحدة.
وكما استرشد الأجداد بالنجوم في دروبهم، استرشد الإمام محمد بن سعود بالدرعية لبداية تأسيس الدولة
*النجوم رمز الثبات… والدرعية رمز الاستقرار*
كانت النجوم عبر التاريخ رمزًا للثبات، لا تتغير مواقعها إلا في أوقات معلومة، يعتمد عليها العرب لمعرفة الاتجاهات والمواسم. كذلك كانت الدرعية، ثابتة في موقعها، متحركة في تأثيرها، إذ أصبحت منارة الوحدة في قلب الجزيرة.
عندما قرر الإمام محمد بن سعود أن يبدأ مشروع التأسيس عام 1139هـ (1727م)، لم يكن يسير بلا هدف، بل كانت لديه رؤية واضحة مثل نجمٍ في ليلة صافية. أدرك أن التوحيد والاستقرار هما الأساس، كما أدرك العرب أن الاتجاه الصحيح في الصحراء تحدده مواقع النجوم.
*من الاهتداء بالنجوم إلى استكشافها: الطموح السعودي المستمر*
لم يكن اعتماد الأجداد على النجوم أمرًا عابرًا، بل كان جزءًا من هويتهم. واليوم، وبعد ثلاثة قرون من التأسيس، لا يزال السعوديون ينظرون إلى السماء، لكن ليس فقط لطلب الهداية في الصحاري، بل لاستكشافها.
فعندما حمل الأمير سلطان بن سلمان راية المملكة إلى الفضاء، كان امتدادًا لرحلة التأسيس، لكن هذه المرة إلى أبعد مما تخيله الأجداد.
وعندما انطلقت ريانة برناوي إلى محطة الفضاء الدولية، كان ذلك شاهدًا على أن السعوديين لم يكتفوا بالنظر إلى السماء، بل أصبحوا جزءًا من مستقبلها.
ومع استمرار مشاريع الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء في السعودية، أصبح الطموح السعودي لا يعرف الحدود، تمامًا كما لم يكن لرحلة التأسيس حدود.
*✍🏻عضو آستروفايل:*
*صبا الحمدان*
❤️
👍
3