*لم يعد "فيسبوك" سوى مقبرة مفتوحة يدفن فيها العقل..!* وساحةٍ يرقص فيها السخف على أنقاض الوعي..! أن تكون تافهاً، فذاك تاجُك..! وأن تكون عظيم الفكر، فذاك قبرُك..! أن تصنع محتوىً هزيلاً، فذاك جواز مرورك إلى قلوب العقول الميتة..! أما أن ترفع كلمة حق، فذاك مذبحـ.ـك..! تساق إليه باسم "سياسات المجتمع"..! وكأن مجتمعهم بنيانٌ مقدّس لا يسكنه إلا العابثون والمهرّجون والساقطون..! هنا.. لا يحق لك أن تقول "الله ربي"..! لأن أربابهم المال والشهوة والسطوة..! لا يحق لك أن تنطق بالحق..! لأن الحق صوتٌ مزعج في سوقٍ لا يُباع فيه إلا الباطل..! إن رفعت قلمك، كُسر..! وإن رفعت صوتك، بُتر..! وإن رفعت فكرك، حُجبت..! لأنهم لا يريدون عقلاً يسمو، بل قطيعاً يسير..!! أهذا ما كنا لأجله..؟ أن نسلم أعمارنا لسراديب السخافة..؟؟ أن نجعل وقتنا وقوداً لنار التفاهة التي تأكل كل شيء ولا تُنتج إلا العدم..؟؟ أن نسجد لشاشاتنا أكثر مما نسجد لله..! حتى أصبحنا نهلك أمامها سجودًا بلا ركوع..! ونبكي على حسابٍ محذوف أكثر مما نبكي على قلبٍ ميت..؟! المرحلة تتطلب رجالًا لا يرضون بأن تكون أصواتهم صدىً جوفاء في خواء العدم..! رجالًا يعلمون أن الوقت سيف، إما أن يُرفع في وجه الباطل، أو يقطعهم في غفلتهم..!! المرحلة تتطلب أن تتحول أقلامنا إلى سهامٍ في قلب الكذب.. أن تكون كلماتنا نوراً يُقاوم الظلام.. أن نجعل من كل منصة منبراً.. ومن كل حرف سلاحـ،ـاً.. ومن كل لحظة خطوة نحو الله، لا خطوةً في متاهة العبث..!! ✍🏻/*كميل عبدالله النعمي* https://www.facebook.com/profile.php?id=100011358053586&mibextid=ZbWKwL