
حافظة الكلمات
February 27, 2025 at 04:36 PM
عَلَى ضِفافُ الإنتظار تَرَّسو الحِيرة...!
يمُرُّ بِنا مركب الحياة في نهر العُمر،
وبينما تُلاطِم مركبنا أمواجٌ مُتباينة من:
الحُزن والفرح،اليأس والأمل، الخوف والأمن، الشَّك والثِّقة، الفقد والوجد، الخيال والحقيقة، الهزيمة والإنتصار، النهاية والبداية،
نستمر في الإبحار ومع تقدمنا في النَّهر يتقدم العُمر.
وعَلَى ضِفافُ الإنتظار تَرَّسو الحِيرة!
فلا بُدَّ للمركب أن يرَّسو، ولا بُدَّ للرحة أن تتوقف، ولا بُدَّ للرَّحالة أن ينتظروا،
وبحسب مُدَّة الإنتظار، ومكان الضِفَّة من النَّهر، وحساسيتها بالنسبة للعُمر تكون تساؤلات الحِيرة.
ولِكُل من على متن مركبنا حِيّرتهُ وتساؤلاته،
فهناك من يتسائل بتفائل عن مدى جمال الوِجهة القادمة مُتحمّساً لخوض الرحلة التالية،
وهناك من يتسائل بيأس عن ماذا جَنَى لتكون هذه رحلته، ولماذا حدث معه ما حدث في رحلته السَّابقة.
ويبقى النوع الأكثر تضحيةً، والتساؤل الأكبر ألماً أؤلئك الذين إنتظروا أحدهم كي ينظم لرحلتهم، والتساؤل الذي نَصَّه:
لِماذا لم يأتِ؟ ولماذا تركني؟ ولماذا لا يتوق إلي كما أتوق إليه؟ ولماذا قابلته طالما لن ينضم إلى رحلتنا؟
ويستمر المركب في الإبحار ومعه يمضي العُمر، لنصادف ضفاف أخرى وننتظر رسوّ آخر.
وعَلَى ضِفافُ الإنتظار تَرَّسو الحِيرة!
#من_الإرشيف
#عبدالرحمن_الفاضلي
#معد_يكتب