
Yemen Daily PRESS يمن دايلي برس
February 9, 2025 at 11:33 AM
خالد صافي كاتب فلسطيني من غزة
يكتب عن عملية تسليم القسام للأسرى الصهاينة في غزة
في اللحظات الأخيرة قبل تسليم أسرى الاحتلال، يدرك الجميع، المقاومة والأسرى أنفسهم، أن هذه هي اللحظة الفاصلة، وأنهم على بعد خطوات من العودة إلى ذويهم. لا مجال للتراجع، ولا فرصة للمناورة، فكل شيء يجري تحت أنظار العالم وأمام عدسات الكاميرات، والالتزام بالاتفاق أمر محسوم.
ورغم ذلك، منحت المقاومة هؤلاء الأسرى فرصة الحديث بحرية، دون إملاءات أو قيود. وُضع المايك أمامهم، وهو السلاح الذي كان يمكن أن يُستخدم للطعن والافتراء، لاتهام المقاومة بأبشع التهم، ولرسم صورة مُلفّقة تخدم دعايات الاحتلال، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث.
لماذا؟
لأن الحقيقة لا يمكن طمسها، ولأن ما عاشه هؤلاء الأسرى في قبضة المقاومة لم يكن كما يصوره إعلام الاحتلال. لم يكن هناك مجال للإنكار أو التلفيق، بل كانت شهاداتهم واضحة وصريحة: شكرٌ للمقاومة، وإقرارٌ بمعاملتها الإنسانية، واعترافٌ بالواقع الذي عايشوه.
لماذا لم يهاجموا المقاومة؟ لماذا لم يتهموا رجالها بالجرائم؟
لأنهم، رغم كونهم أعداء، أدركوا أن المقاومة تصرفت وفق مبادئها، وأنها تعاملت معهم بما تُمليه الأخلاق والقيم، لا بما يفرضه الاحتلال من أكاذيب وتشويه للحقائق.
- عندما تفرض المقاومة واقعها بثباتها، يصبح الأسير أكثر اطمئنانًا من جلّاده بأنه سيعود.
- عندما يكون الحق واضحًا، فلا حاجة إلى تزييف الرواية.
- وعندما تعكس الشهادة الحقيقة، فلا مجال إلا للاعتراف بها.
إنها لحظة تُسقط رواية الاحتلال، وتُثبت للعالم من الذي يلتزم بالمبادئ حتى في أصعب اللحظات.
وهذا سبب آخر لنقول إن المقاومة انتصرت.
بالمناسبة مكتوب على قميص الأسير بالعبرية: "أسير لدى القسام".