
قناة شباب عدن
February 1, 2025 at 03:12 PM
*تقرير...*
*-منير العبادي وجامعة العلوم.. آخر قلاع الإخوان المسلمين في عدن والذراع الاقتصادية والسياسية للجماعة في الجنوب*
*-طالب يدلي بشهادته ويوجه نداء عاجل لقيادة المجلس الانتقالي*
عدن/ خاص:
في الأوقات التي يشهد فيها الجنوب تحوُّلات سياسية واجتماعية عميقة، تبرز أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية كقاعدة لنشر الأفكار وصياغة الوعي الجماعي. ومن ضمن هذه المؤسسات، تقف جامعة العلوم والتكنولوجيا كمنبر مؤثر في الجنوب، ولكن الجدل الذي يدور حول طبيعة هذا التأثير يطرح أسئلة ملحّة، خاصةً عند الحديث عن منير العبادي، الذي يشغل موقعاً في قيادة الجامعة، وارتباطه بجماعة الاخوان المسلمين.
ينظر إلى منير العبادي باعتباره الذراع الاقتصادية والسياسية لجماعة الأخوان المسلمين في الجنوب، وذلك من خلال ترويجه لأفكار وثقافة الجماعة في أروقة جامعة العلوم والتكنولوجيا. تتجلى الأسئلة بوضوح عن الكيفية التي يمكن بها لشخص مثل العبادي أن يتمكن من تشكيل الأجيال الصاعدة وتوجيهها نحو نهج معين قد يتعارض مع أسس المجتمع وتطلعاته نحو مستقبل آمن ومستقر.
من جهة أخرى، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كمحارب لتوجهات جماعة الأخوان المسلمين، لكن الأمر الذي يغيب عن تركيزه هو النفوذ الذي تسلل إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا. فالتحدي الذي يواجهه المجلس لا يقتصر على أبعاد عسكرية أو أيديولوجية واضحة الحدود، بل يتمثل أيضاً في الحاجة إلى مراقبة تلك المؤسسات التعليمية التي تتخذها جماعة الاخوان كجبهة للتأثير الثقافي والفكري.
في أروقة جامعة العلوم والتكنولوجيا، يبرز دور منير العبادي كشخصية تسعى لغرس وتعميق فكر ومبادئ جماعة الإخوان المسلمين في أذهان الطلاب وهو ما يعكس استراتيجية مدروسة لتوسيع نفوذ هذه الجماعة في المناطق الجنوبية. يستغل العبادي موقعه ضمن الهيكل الإداري للجامعة لتهيئة منصة تعليمية تتجاوز الأهداف الأكاديمية البحتة؛ إذ تتداخل فيها الأنشطة الطلابية والأكاديمية مع الأجندة السياسية للإخوان.
تحت ستار الندوات الثقافية والمحاضرات التوعوية، يتم بث وترسيخ أفكار الجماعة، وهو ما يعتبر قناة فعالة للنفوذ داخل المجتمع الجامعي وتشكيل وجهات نظر الشباب. وباعتبار أن الجامعة مكوناً أساسياً في بناء الأجيال، فإن التأثير على فكر ومعتقدات الطلاب يحمل تبعات بعيدة المدى تتعدى البيئة الأكاديمية إلى الساحة الاجتماعية والسياسية.
من خلال هذا المنبر، يقوم منير العبادي بدور محوري في صياغة الممارسات والمناهج التدريسية التي تلائم أهداف الجماعة، ويعزز من خلالها مساعيه لنشر الوعي السياسي الموجه. الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مدى حيادية العملية التعليمية واستقلاليتها في ظل هذا التوجه الايديولوجي الواضح.
ولا يتوقف تأثير العبادي عند حدود النشاط الأكاديمي، بل يمتد ليشمل تنظيم فعاليات ونشاطات خارجية يُراد منها تعزيز الاندماج بين الطلاب وفكر الجماعة. يستخدم أساليب متنوعة للوصول إلى عقول الشباب، مثل توزيع المنشورات، وإنشاء النوادي الطلابية التي تعبر عن رؤية الجماعة، وتسهيل المحاضرات التي يلقيها رموز الجماعة أو المقربون منها.
يعكس هذا المسار تحول جامعة العلوم والتكنولوجيا إلى أداة تنخرط في معركة أيديولوجية هادفة إلى توطيد قواعد الإخوان المسلمين في الجنوب، وهو الأمر الذي يطرح نواقيس الخطر لمؤسسات التعليم العالي والسلطات المحلية على حد سواء.
https://whatsapp.com/channel/0029VaX6Ojs6xCSXQeXTKs2W
تثير قضية جامعة العلوم والتكنولوجيا وتحولها إلى بوتقة لترويج أفكار معينة، الكثير من المخاوف لدى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي. إذ باتت الجامعة محورًا لرصد التغلغل الفكري الذي قد يعبث بمستقبل أجيال بأكملها، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً وحاسماً. ذلك التحرك لا يقتصر على الرصد والتنديد فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير إستراتيجيات بديلة تهدف إلى تعزيز الوعي وصون الهويّة الثقافية والوطنية للجنوب.
يجدر بالمجلس الانتقالي الجنوبي أن يولي اهتماماً خاصاً لتلك البؤر الفكرية التي تظهر تحت غطاء التعليم. عليه أن يعزز دور المؤسسات التعليمية كمنارات للعلم والمعرفة مبنية على الحيادية واحترام التنوع والاختلاف، مع تقويض أي مساعي لتسييس مناهجها أو استغلالها كأدوات لنشر أيديولوجيات محددة قد تسهم في زعزعة استقرار المجتمع.
إن المعضلة التي يواجهها المجلس ليست فقط في التصدي للتأثير الأيديولوجي المحتمل، وإنما في كيفية بناء استراتيجية محكمة تكفل حماية الطلاب وليس فقط محو الأثر الذي قد تركه التغلغل المذكور. الاستثمار في نظام تعليمي قوي ومستقل يتسم بالشفافية ويحتضن النقد البناء يعد السبيل الأمثل لبناء جيل واعٍ يتسلح بالمعرفة، قادر على التمييز بين مختلف الأفكار والمواقف.
في نهاية المطاف، يجب على المجلس أن يدرك خطورة الوضع وأن يقوم بخطوات جذرية ومدروسة. تحصين العملية التعليمية وجعلها أكثر مقاومة لأي تأثيرات خارجية غير مرغوبة سيكون له دوراً كبيراً في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع الجنوبي، وضمان عدم تحول المؤسسات التعليمية إلى أدوات لتفخيخ الأجيال بأيديولوجيات قد تضر بمكتسبات وأمن الجنوب.
تُعد الجامعات مؤسسات حيوية في صياغة الوعي وتشكيل الرؤى السياسية لدى الطلاب، ومن هذا المنطلق تبرز أهمية الدور الذي تلعبه جامعة العلوم والتكنولوجيا في الجنوب، والمتهمة بأنها تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين التي تجد في شخص منير العبادي واجهة لها. فالجامعة، بحسب ما يُشاع، تُصور على أنها منصة تبني جسور الحوار والفكر، إلا أن البعض يرى في ثنايا نشاطاتها ظلالاً لأهداف سياسية غير معلنة.
الوضع الراهن يشير إلى وجود استراتيجية واضحة تتبعها جماعة الإخوان لغرس ثقافة الحزب والتوجهات الأيديولوجية الخاصة بها في أذهان الشباب. يتم ذلك من خلال دمج الخطاب السياسي الخاص بالحركة ضمن المناهج التعليمية والندوات والمحاضرات التي تقام في الجامعة، والتي يعتبر العبادي أحد رموزها ودعاتها البارزين. الجامعة، بهذا المنحى، لا تكتفي بأداء دورها التعليمي والعلمي، بل تتجاوزه إلى حيز التأثير الفكري والسياسي.
المخاوف تتعالى من أن يؤدي هذا التأثير إلى خلق جيل من الشباب المغرر به، موالٍ لجماعة يرى فيها الكثير من أبناء الجنوب أنها تعمل لصالح مشروع سياسي لا ينسجم مع طموحات وآمال الجنوب في استقلالية قراره السياسي وواقعه المعاش. إن استمرار هذه الوضعية دون رقابة أو مواجهة يثير التساؤلات حول مدى قدرة الآليات الحالية على حماية الحيز التعليمي من التوظيف السياسي.
العبادي، من خلال موقعه، يُنظر إليه كمرساة تثبت تأثير الإخوان في الجامعة، وهو ما يخلق حالة من عدم الارتياح لدى القوى المقابلة للإخوان. فيُعتبَر دوره بمثابة محرك لضخ الأفكار والمبادئ في عقول طلاب الجامعة، مما يمكن أن يسهم في صياغة جيل يتبنى فكراً معيناً يخدم أجندة الإخوان السياسية قبل أن يخدم المسار الأكاديمي الحر الذي ينبغي أن تتسم به أرضية الجامعة.
في ظل هذه الأوضاع، خرج أحد طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا السابقين عن صمته، مؤكداً انسحابه من الدراسة بعد اكتشافه لسياسة الجامعة ومديرها منير العبادي، وأكد الطالب، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن الجامعة تحولت إلى منبر لبث أفكار جماعة الإخوان المسلمين، مع تهميش واضح للهوية الجنوبية.
وأضاف أن الأنشطة الطلابية والمحاضرات داخل الجامعة لم تعد تدور في إطار أكاديمي بحت، بل أصبحت منصات لاستقطاب الطلاب وإدخالهم في توجهات سياسية بعيدة عن العملية التعليمية، وأشار إلى أن بعض المواد الدراسية يتم توظيفها لخدمة أجندة محددة، وهو ما دفعه في النهاية إلى الانسحاب حفاظًا على قناعاته ومستقبله الأكاديمي بعيدًا عن التأثيرات الأيديولوجية.
ووجّه الطالب نداءً عاجلاً إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للتدخل السريع ووضع حدٍ لما وصفه بـ"الاختراق الفكري" في الجامعة، مطالبًا بإجراء تحقيق شامل حول طبيعة المناهج والأنشطة التي يتم تقديمها، وضمان أن تكون العملية التعليمية بعيدة عن أي أجندات سياسية أو حزبية.
هذا التصريح يُعيد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المؤسسات التعليمية في الجنوب، ومدى قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على احتواء هذا التأثير وحماية الهوية الوطنية في الحقل الأكاديمي.
*لمعرفة كل جديد تابع "قناة شباب عدن" على الواتساب:*
https://whatsapp.com/channel/0029VaX6Ojs6xCSXQeXTKs2W
👎
😂
😮
5