كراهـــــــــــة الربـــــــــــــــــــــا يقول السنهوري -رحمه الله-: «كراهة الربا، ليست في مصر فحسب، ولا في البلاد الإسلامية وحدها، بل في أكثر تشريعات العالم❪¹❫». وإذا أردنا أن نلقي نظرة أدق لمصدر هذه الكراهة، وجدنا أن الربا أو الفائدة هي الآلية التي يمكن للدين من خلالها أن ينمو ويتضاعف تلقائيًا. ووفقًا لما كتبه بعض الغربيين: «فإن الفائدة في الحقيقة تعمل عمل السرطان في النسيج الاجتماعي. ولو فرض أن بنسًا واحدًا وظف وقت ميلاد المسيح بمعدل فائدة ٤٪؜، لكان محصلة ذلك في عام ١٧٥٠م هو ما يكفي لشراء كرة من الذهب يعادل وزنها وزن الكرة الأرضية. ولكانت المحصلة في ۱۹۹٠م ما يكفي لشراء ۸۱۹٠ كرة من الذهب على هذا النحو. إن هذا المثال يبرهن على أن الاستمرار في دفع الفائدة والفائدة المركبة مستحيل رياضيًا وعمليًا. إن التناقض بين الضرورة الاقتصادية وبين الاستحالة الرياضية أدى إلى العديد من الصراعات والحروب والثورات عبر التاريخ❪²❫». وما لم تُلجم الفائدة ويكبَح جماحها، فإن النمو التلقائي للدين سيؤدي في النهاية إلى تعذر الوفاء به إلا باستنزاف جميع ممتلكات المدين وثرواته، فردًا كان أو دولة. وفي كثير من الحالات، لا مفر من هذا الاستنزاف الربوي للثروات الاقتصادية إلا بالحروب والاستيلاء على ثروات الأمم والشعوب الأخرى كما سبقت الإشارة إليه، والواقع والتاريخ شاهد على ذلك. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ❪¹❫ الوسيط شرح القانون المدني، (۸۸۲/۲). ❪²❫ باختصار عن: Money Changers, p. 104 #معهد_المالية_الإسلامية. #سامي_السويلم. #التكافؤ_الاقتصادي_بين_الربا_والتورق #التعريف_بالاقتصاد_الإسلامي