أسِنَّة الضياء
February 9, 2025 at 01:09 PM
*أقبل شعبان*
قد أقبل شعبان، وبدأت أيامه تمضي تباعاً؛ فأين سباقكِ وهذه الأيام؟ أين استباق الخيرات وتحري أفضل القربات والأعمال الصالحات؟ أتراكِ تسألين نفسكِ قبل خلودها لنوم بليل طويل: بم تقربتِ لله تعالى اليوم؟ كم خبيئة قدمتها بين يدي الله اليوم؟ كم مرة احتسبتِ أجر عادة فجعلتها عبادة بإصلاح نيتكِ فيها اليوم؟
أتراكِ تقربتِ لله جل في علاه بصلاة نفل، أو صدقة سر، أو صوم تطوع، أو ركعة وتر، أو تلاوة قرآن، أو ورد ذكر؟
أتراكِ خلوتِ بذاتكِ في عتمة الليل تلحين الدعاء وتكثرين الرجاء، تسألين المولى كرماً في العطاء؟ أتراكِ أعددتِ وجبة العشاء ونويتِ بها إفطار الصائمين من أهل بيتكِ، أو أحسنتِ إلى أهلكِ فاحتسبتِ أجر بر والديكِ وصلة أرحامكِ، أو احتسبتِ أجر عيادة المريض في زيارة أخت من جيرانكِ؟
خلتُ أن أكتفي بهذا القدر، ولكن اعلمي أن الأعمال الصالحة لا حد لها، فالمسلم حياته كلها طاعة؛ لأنها تتمحور حول عبادة الله سبحانه. أرأيتِ إن أديتِ حق ربكِ عليكِ، ثم أحققتِ حقوق والديكِ وأهلكِ وجيرانكِ وأصحابكِ، كم من الأجور حصَّلتِ؟
هذا شهر استعداد لشهر آخر يليه خلال أيام معدودات، هلا نظرتِ في نفسكِ وأخمدت هواها وأضمرتِ نيران شهواتها وحثثتها على المسارعة إلى مغفرة من الله وجنة عرضها كعرض الأرض والسماوات؟
أخيتي، بداخل هذه المضغة التي يتوقف عليها صلاح جسدكِ أو فساده، ألستِ تتوقين للقاء الله، وتحترقين شوقاً لنيل رضاه؟ فمالي أراكِ تحدقين فيمن حولكِ بنظرة أمل أن تنضمي لهم ولا تتزحزحين إنشاً واحداً تقدمين فيه نفسكِ بين يدي المولى سبحانه؟
أقبلي كما أنتِ، لن تنفعكِ هذه النظرات المتأملة، زادكِ للآخرة لا يكفه بصيص الأمل الخافت ذاك، أسرعي والحقي بالركب، وإلا تمر الأيام وما تزالين معلقة أنظاركِ على يوم قادم لا منغصات فيه ولا عناء، فيمضي عمركِ وما حصلتِ من الأجور شيئاً.
ولا يسعني إلا أن أذكر نفسي وإياكِ بقوله سبحانه: {ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها}. فانظري في أي فئة أنتِ، أفي فئة الفلاح تركضين، أم في فئة الخيبة ترقدين؟
بقلم: أم أبيها
٥ شعبان ١٤٤٦ هـ
٤ شباط ٢٠٢٥ م
#أسنة_الضياء
@AsennatAdiyaa
❤️
2