أسِنَّة الضياء
أسِنَّة الضياء
February 10, 2025 at 09:30 AM
*مرضٌ عضال، أم عَرضٌ يُزال؟!* هشاشة نفسية مزمنة؛ تنبئك بها حالة الانبهار والتقليد المفزعة لكل تافه وتافهة. تراها جلية في مرض حب الشهرة والظهور؛ ولو باللعن، فيستبيح المرء أي شيء ليصنع لنفسه هالة من النجومية -في ظنه-. علامتها كثرة التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، فلعله أذنب أو استهزأ بشعيرة من شعائر الله، أو وقع في مصيبةِ سَنِّ سنة سيئة أو ذنبٍ سيئاتُه جارية إلى أن يشاء الله، لا يهم لا يهم، المهم أن منشوره انتشر وحصد آلاف التفاعلات والمشاركات. أعراضها: ١- تضخيم الألم: يقصد بها مجموعة الإدراكات والعواطف السلبيّة المُبالَغ بها والتي يمارسها الفرد، وتعطي صورةً مضخّمةً عن الألم، بخلاف ما هي على أرض الواقع. وحين نطبّق ذلك على أرض الواقع فإننا نجد تفاوتًا بين الحدث وردِّ الفعل؛ كالحزن المبالغ فيه على أمور لا تستحق، وكذلك الشّعور بالظلم المُبالَغِ على أقل شيء. ٢-شعور الاستحقاق: ويعني التفرُّد الذي يشعر به الفرد، وامتلائه بحس التميُّز والرِّيادة المتوَهم، بالإضافة إلى التوقعات العالية التي ينتظرها من أفراد المجتمع، والحفاوة به وبأفكاره. مثال لذلك؛ الغضب الذي يملأ بعض الشّباب نتيجةَ عدم حصوله على فرصة عملٍ ما، رغم ضعف مؤهلاته العلميّة، أو الرّغبة السّريعة بالثراء دون المرور بالمتاعب والتدرج في العمل التجاري، بل أصبح الأمر أشد سوءًا؛ فأصبح الشاب يحزن ويغضب لعدم انتشار حساباته على مواقع التواصل وعدم شهرته. ٣- يُشار إليها بمتلازمة بيتر بان: وقصد به الأشخاص الذين لم يكبروا بعد؛ بمعنى أنهم شباب نشؤوا دون أن تكون لديهم رغبة في النُّضج، فهم لا يتحمَّلون المسؤوليات ولا الضُّغوطات؛ مما يجعلهم أطفالًا ولكن بأجسادٍ كبيرة. ومن مظاهرها اعتبارُ سنوات العشرينات بالنسبة للشّباب سنّ نموٍّ وليس اكتمال؛ كالاعتماد على الأهل في المعيشة اليوميّة، وأخذ المال من الأب بالنسبة للرجال، وعدم صلاحية الشاب أو الفتاة للزّواج رغم بلوغ سنه بسبب الاتكالية والاعتمادية في أقل أمور الحياة. ٤-إهمال التّاريخ والغرق في التفاصيل: وعُنِيَ به سعي الفرد إلى أن يحقِّقَ ذاته على المستوى اليوميّ؛ كأن يهتمّ بالفنون والعمل وكل ما من شأنه الارتقاء بمستوى حياته وتحقيق أكبر قدرٍ من المتعة، في مقابل إهمال كل أمرٍ يندرج خارج ذاته؛ كالشّأن المجتمعيّ والدّينيّ والسّياسيّ والحضاريّ. ومن المظاهر الشائعة أيضًا؛ الاهتمام بالموضة ووسائل التّرفيه، وغياب جذوة الحرارة المشاعريّة إزاء القضايا الكبرى للمجتمع والأمَّة. ٥-تحوُّر مفهوم التَّعاطف: فيشيع عن التّعاطف فكرة أن تكون أكثر لطفًا مع صاحب المعاناة مهما كانت إساءته وخطأه، والتشوُّه الذي أصاب مفهوم التّعاطف من حيث غياب اقتران التّعاطف بالحدود؛ إذ إنّ التّعاطف الحقَّ هو الذي لا يُقرِّع الأفراد ويلومهم، بل يساعدهم على تحمُّل مسؤوليّة سلوكياتِهم وتصحيح أخطائهم. فبتنا نرى هذا التّعاطف المشوّه في عصرنا يمتدُّ لقضايا محسومةٍ في التشريع الإسلاميّ؛ كالرِّدة والرَّجم والشُّذوذ، فنشأ توجّه يستنبذُ الحدود نتيجةً لتحوِّر المفهوم. كانت هذه أعراض المرض كما حددها الخبراء، وانتظروا -إن شاء الله وقدر- الأسباب والعلاج. ✍🏻 سنا برق ٢٩ شوال ١٤٤٥ هـ #أسنة_الضياء https://t.me/AsennatAdiyaa

Comments