*سنبنيها على الإسلام* ذهبَ الأحبابُ وودعناهم وبكينا على ذكرى الأطلال، أختٌ جفَّ مدمَعُها، أمٌّ لم يعبر عن مشاعرها فصيح اللسان، وأبٌ ماتَ وتركَ أولادَهُ الأيتام. وأطفالُ غزة؛ أطفالُ غزة هم البهجة والأملُ، على رغم ما ذاقوه من قصف الاحتلال، بقلبهم أملٌ بغدٍ أجمل يسكت كل قنوط، ويتجرع أمل من عقول حداثة الأسنان. ينشؤون نشأة القادةِ من وجعٍ، وألَمٍ، وفقدٍ، وذُلٍ، حين يكبرون لا يفكرون سوى بالانتقام. بالانتقام لمن؟ لإسلامهم، لأسراهم، لمسراهم، ولكل عفيفة غافلة عن هذهِ الآثام، وعلى هذا ينشأ الرجال. لله درهم، أبطالٌ بالواقع لا في الأفلام، صبروا بموضع كنا نرى الصبرَ عليه بعيدُ المنال، ولكن ثقتهم بربهم ملأت قلوبهم ولم تبقي مكانًا لليأس حتى لو ذاقوا مرارة الحرمان. هنا غزة؛ حيث الوجعُ والقصفُ والفقدُ. وهنا غزة؛ حيث الروح والأملُ. هنا ثقة بأنَّ يومًا آتٍ سنرفع فيه راية الإسلام، وهذا اليوم آتٍ بالواقع لا بالأحلام. يومًا ما سنودّع الظلام، وَتُفْتَح الستائر لتُشرِقَ الشمسَ والأزهار، وقلوبٌ أيضًا ستشرق وتبايعُ على الإسلام. يومًا ما سيرتفع صوت (الله أكبر)، بها سيهتف مجاهدينا الأبطال، وسيرجعون بنصر يهز أركان الكفار. نحن عاهدنا الله بأن نُعلي كلمة الإسلام بالسلاحِ والبنان، وبايعنَا الرسولَ، وسنكمل الطريق كما علّمنا خير الأنام. سنعمر أرضنا ونبني مسجدنا ويعلو صوت الأذان، فليهدموا كُلّ شيءٍ فلن يزيدهم إلا خسارة للأموال، وما أهون عندنا بناية الركام، ولكن النفوسُ تطمح للمعالي، لذلك؛ سنبنيها على الإسلام. ✍🏻 سميرة نشار ١ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ #أسنة_الضياء https://t.me/AsennatAdiyaa