
أسِنَّة الضياء
February 11, 2025 at 07:05 AM
*العُقدة*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال يتوارد إلى ذهن الجميع، وخاصة تلك العروس التي في بداية حياتها: "هل الحياة التي تخلو من المشاكل هي الحياة السعيدة؟".
من المؤكد أنه لا أحد يتمنى أن يحدث مشاكل أو عقبات أو خلافات في حياته، وخاصة الزوجية، ولكن هل هذا واقعي؟ هل هذه حقيقة؟
بالطبع لا، ويؤكد ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}؛ من المكابدة والمشقة والصعوبات.
ومن هنا تأتي أهمية النزول إلى أرض الواقع من أحلامِ وأوهامِ المخادعات النفسية؛ التي رسمتها لنا شاشات التلفاز ومواقع التواصل حالياً، ننزل إلى أرض الواقع ونتعلم كيفية التعامل مع هذا الواقع بما يرضي الله، وبالتالي مهما كانت المكابدة سيكون هناك رضى.
نعود مرة أخرى للإجابة عن السؤال المطروح في البداية، ونقول إجابته في العُقدة:
نعم، من الممكن أن نصور تلك المشاكل بالحبل الذي نشد به أمتعتنا، ولكي يتمتع ذاك الحبل بالقوة التي تتحمل الشد لا بد من إبرام عقد به تتحمل؛ فالحبل الذي ليس به عقد سهلٌ قطعه، بخلاف إن حاولتي قطع الذي به عقدة ستجدين أنه يأخذ وقتًا ومجهودًا أكبر.
ومن هذا المنظور المختلف نتبنى شكلًا جديدًا لنظرتنا للمشاكل الزوجية، مع حسن التعامل معها بعد الفهم والإدراك للواقع؛ لأنها تزيد الحياة متانة وقوة.
ولا معنى لأن يتجنب كلًّا من الشريكين الآخر بحجة عدم الرغبة بوجود مشاكل؛ إذن فمتى يعرف كل منا الآخر في تلك الرحلة؟ إن تجنبنا الاختلاف في وجهات النظر، أو الآراء، أو التصرفات، وكل منا يعيش في دنياه بعيدًا عن الآخر بتلك الحجة الواهية "لا أريد مشاكل"؛ متى نعرف بعضنا؟
لنجدد النية ونعقد العزم على أنه مع كل عقدة جديدة نكون أقوى ببعضنا بعد الاستعانة بالله.
✍🏻 بشريات
٢ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ
#أسنة_الضياء
https://t.me/AsennatAdiyaa
❤️
1