أسِنَّة الضياء
أسِنَّة الضياء
February 14, 2025 at 11:39 AM
*عيد الحب "الفلانتاين"* تحتفل شعوب العالم بما يسمى عيد الحب أو الفلانتين في كل عام، وهو عيد للكافرين لا يمثل المسلمين ولا يدخل في شريعة ربهم. ومع ذلك؛ نرى بكل أسف تهافت شريحة من المسلمين عليه في انهزامية وجاهلية ما تزال تؤخرنا عن مقامات السبق والفضل. إنّ الحُب عاطفة في الإنسان، لا يمكن تجاهلها أو  إهمال وجودها. فالحُب مشاعر وأحاسيس تنبعث لحاجة النفس ولواقع الظرف، وقد تكون عاقبتها سعادة أو شقاء؛ لذلك يهذب الإسلام الإنسان كي يصون قلبه ويضعه في مكانه الصحيح، وأيضاً كي يحقق بمشاعره مفهوم العبودية لله تعالى وحده لا شريك له، الغاية من خلقه. ولذلك؛ الحب في حياة المسلم يحفظ حدود الله تعالى ويوجب الاستقامة على أمره، وبذلك تحفظ الحقوق وتتضاعف الحسنات. أخي المُسلم، وأختي المُسلمة، اعلموا أنّ ديننا دين يراعي فطرة الإنسان ويحفظها، وإسلامنا جعل الحلال وسيلة وغاية، ومن استنار قلبه بنور التوحيد ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، أصبحت كل اختياراته لله تعالى ولمرضاة ربه، وكذلك حبّ الرّجل للمرأة، والمرأة للرجل، جعل الله له سبيلاً بالحلال، بعقد ميثاق غليظ يصون القلوب من الابتذال والاستغلال والمساومة. ولهذا؛ وضع الإسلام ضوابط وشروط أعطت للحب قيمته الحقيقية، وصانته من المتاجرة الخبيثة، وفي الحديث الضعيف وإن كان معناه صحيحاً: "لا أرى للمتحابين  إلا النكاح"؛ فهذه هي السبيل للسعادة بمشاعر الإنسان وبضعفه واحتياجاته الفطرية. وفي الواقع، وإن كان الحب احتياجاً في حياة الإنسان؛ إلا أن البيوت لا تقوم تماماً على الحب؛ بل تقوم على الأمان والرحمة والعشرة بالمعروف، فإن زاد الحب فذاك فضل؛ لكن الحب لوحده لا يكفي لإقامة بيوت قوية سعيدة منسجمة، فحب بدون أمان، حياة عذاب. ولذلك؛ كان اختيار الشريك في الحياة الزوجية لا بد أن يقدم شرط الأمان على الحب؛ لأن الأمان من صلاح الدين والخلق، والحب يأتي مع العشرة ومع الوقت، والعاقل يبحث عن الأمان قبل أن يستأمن من يعبث بمشاعره وثقته؛ وأما الحب فيجب أن يكون في الشخص الصحيح الذي يؤتمن بدينه وخلقه، وفي المكان الصحيح بيت الزوجية الذي تحفه أحكام الشريعة العظيمة. ونحن كمسلمين لا نعترف بعيد الكافرين، فحياة الأزواج المسلمين مبنية أساساً على الحب طوال أيام السنة، وتجتمع على أعياد المسلمين التي هي عبادة خالصة لله تعالى، فلا يليق بالمسلمين الانحدار لأعياد لا تمثلنا وتهدم التزامنا وإخلاصنا لربنا. ولسنا بحاجة لأعياد الكفار كي نعبر عن مشاعرنا، فلدينا ألف طريقة لذلك نجني منها الحسنات، كإخراج الصدقات والدعوة لله والنصيحة والهدية والكلمة الطيبة وكل ما يوجب المودة والرحمة في كل أيام السنة. والفالنتاين عيد نصراني لا يحلّ لمسلم أن يقرّه، أو يهنئ بهِ، كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لأسباب: أنّه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، وأنّه يدعو إلى العشق والغرام، ويدعوا إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور المخالفة لهدي السلف رضي الله عنهم)، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم لكاهن في روما يدعى"فالنتين" والذي تم إعدامه بعدما قام بتزويج الجنود سراً إيماناً منه برسالة الكنسية التي لا تمنع اقتران المحبين. وقد تم تحديد يوم 14 شباط من كل عام كذكرى ليوم إعدامه الذي وافق 14 شباط عام 270م تقريباً، وذلك بعدما تجاهل قرار الإمبراطور "كلوديوس" حاكم الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث الميلادي، الذي منع الجنود من الزواج حتى لا ينشغلوا عن الحرب، واعتقل القديس فالنتين وقام بقطع رأسه. وأصل ارتباط عيد الحب باللون الأحمر يعود إلى قيام الجنود بإلقاء زهور حمراء فرحاً بزواجهم وتقديراً لما فعله معهم. ونحن كمسلمين نستنكر هذا العيد، ولا نقرّ بهِ، فَاللهم إنّي قد بلغت، اللهم فاشهَد، وكما قالَ الله سبحانه عزّ وجلّ: {كنتم خيرَ أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}. بقلم: حنان ١٥ شعبان ١٤٤٦ هـ ١٤ شباط ٢٠٢٥ م #أسنة_الضياء @AsennatAdiyaa
❤️ 1

Comments