من لطائف الامتاع والموانسة : "بامية مسبكة " في خطبة الجمعة اليوم بحينا الصامد الصابر ، تحدث الخطيب بأسلوب مشوق عن قيمة التوكل على الله وتفويض الأمور إليه، متناولاً أثر ذلك في حياة المسلم ودلالاته العميقة. استشهد بقصة شابين سودانيين قادتهما الأقدار إلى أوروبا طلبًا للعلم. وأثناء سعيهما لتأمين متطلبات الحياة خلال فترة الدراسة، أرشدهم البعض إلى العمل في حانة، لكنهما تفاجآ بأن طبيعة العمل تتطلب بيع الخمور. فأبت نفسيهما الإقدام على هذا الفعل، إذ رأيا فيه مخالفة لدينهما. ترك الشابان هذا العمل وسارا في سبيلهما، يعتمدان على الله ويفكران في حل بديل. وبينما كانا يعيشان تلك الظروف، صادف موسم أعياد الميلاد. قررا أن يعدّا طعامًا سودانيًا على طريقتهم الخاصة، فطبخا "بامية مسبكة بلحم الضأن" و"بطاطس مطهية". كانا يقيمان مع أسرة استضافت في تلك الليلة أفرادًا من العائلة، فقدم الشابان لهم من طعامهما. أثار الطعم المميز إعجاب الضيوف الذين لم يتذوقوا شيئًا مثله من قبل، فأكثروا من الطعام حتى شبعوا. لكن القصة لم تنتهِ هنا. أحد الضيوف كتب عنوانه وطلب من الشابين زيارته قبل نهاية الأسبوع. وعندما قابلاه، طلب منهما إعداد ذات الأطباق لبيعها في مطعمه. وهكذا بدأت رحلتهما الجديدة. لم يمضِ وقت طويل حتى أصبحا يعدّان مختلف أصناف الطعام الشرقي، وتوافدت الزبائن على مطعمهما بشكل لم يتوقعاه. خلال أشهر قليلة، تحول هذان الشابان إلى شخصين ناجحين وغنيين، بعدما أبدلهما الله خيرًا كثيرًا. أنهى الخطيب قصته قائلاً: "أيها الأحبة، التوكل على الله ليس مجرد كلمة، بل هو عمل يقودنا للخير حين نصبر ونثبت على مبادئنا. من ترك شيئًا لله، عوّضه الله خيرًا منه. الله لا ينسى عباده". وأردف الآية: "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ". غادر الناس المسجد وملامح الامتاع والموانسة و الإلهام واضحة على وجوههم. تلك القصة لم تكن مجرد حكاية، بل درس في الثبات والثقة بالله ، وفي أن الأرزاق تأتي بأشكال لا يتوقعها كثير من الناس!. الجمعة 14 فبراير 2025 م.