السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أصيب بعض النساء في هذا الزمان بصرع الشهوات، وأصبحن طريحات لهذا الصرع الذي جنى عليهن أنواعاً من الجنايات؛ ولهذا يُرى في كثير من بلدان المسلمين في أنحاء كثيرة تبرج وسفور وتزيّن وكشف للمفاتن لا يُعرف إطلاقًا في تاريخ حياة المرأة المسلمة، في الزمن الأول بدءً من الصحابيات الكريمات ومن اتبعهن بإحسان من نساء الإيمان وأهل الصدق والعفة والحياء. الناظر في حال نساء الأمة عامةً؛ والجامعات خاصةً، يحزن من كمية المخالفات الشرعية والمنكرات التي يقعن بها، ومن الأمور المُحرّمة التي انتشرت عند النساء: إظهار بعض مفاتن الجسد ( كالرقبة والذراعين والقدمين وبعض الشعر )، وتظن المسكينة أنها مع إظهار بعض المفاتن مُطبقة لما أمر الله به، وترتدي الحجاب الشرعي بشروطه الصحيحة، لكن للأسف إظهار شي من المفاتن يُخلُّ بالحجاب الشرعي، ويُسقط المسمى عنه، فكما هو معلوم أن للحجاب الشرعي شروط معيّنة، فالواجب على المرأة المسلمة تطبيقها على أكمل وجه. شروط الحجاب الشرعي: ➊ أن يكون ساترًا لجميع البدن ➋ أن لا يكون زينةً في نفسه ➌ أن يكون سميكًا لا يَشف ➍ أن لا يكون مُبخرًا مُطيّبًا ➎ أن لا يشبه لباس الرجال ➏ أن لا يكون لباس شهرة ➐ أن لا يُشبه لباس الكافرات ➑ أن يكون فضفاضًا غير ضيّق فيا أختي الكريمة بما أنّكِ ارتديتي الحجاب فما يضركِ أن ترتديه بشكلٍ صحيحٍ منضبطٍ، موافق لما أمر به ربّنا جلّ وعلا ؟ فأنتِ كما يقولون ( ترتدين الحجاب طاعةً لله، ويُقال عنكِ مُحجّبة ) فلمَ تجعلين حجابكِ يصاحبه الإثم مع إرتدائه ؟ ولمَ تجعلين حجابكِ ليس بحجاب أصلاً ؟! كذلك أنبّه على جزئية مهمة: أختي الكريمة حتّى المكياج له ضوابط، فلا يجوز الخروج به إلى عامة الناس، ولا يجوز وضعه مع الحجاب لأنه يُخل بالحجاب وينزع الغاية منه ( ألا وهي الستر والعفة وصرف أنظار الرجال )، فهو زينة وفتنة للرجال، يجعلهم ينظرون إليكِ بشهوة وإعجاب، فاتقِ الله في نفسك وفي الرجال. وعلى كُلٍّ فإن ستر المرأة، وحشمتها، وحياءها، عائد إلى قوة إيمانها ودينها؛ وينظر في هذا على سبيل المثال إلى حال أم سلمة رضي الله عنها لما ذكر النبي ﷺ: "أنَّ المرأة ترخي شبرًا قالت : إذن ينكشف عنها فقال النبي ﷺ : إذن ذراعًا لا تزيد عليه “ [رواه ابو داود]. أمَّا مَن رقّ دينها وضعف إيمانها: فإنَّ همتها متجهة إلى الكشف شبرًا أو ذراعًا أو أزيد بحسب رقة الدين. > نسأل الله الهداية والصلاح للجميع.🤍🎀