
ثقافة الشباب
February 23, 2025 at 09:46 AM
إن الانحدار في وحل الغلو والشرك بالله وحتى عبادة غير الله لم يكن وليد الصدفة، بل كان أمراً تدريجياً حيث يبدأ الانحراف شيئاً فشيئاً.
قال تعالى: {وَقَالُوا۟ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدࣰّا وَلَا سُوَاعࣰا وَلَا یَغُوثَ وَیَعُوقَ وَنَسۡرࣰا} [سورة نوح: ٢٣].
وقد ذكرت بعض الروايات هذا المعنى. عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عز وجل: (وَقٰالُوا لاٰ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاٰ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاٰ سُوٰاعًا وَلاٰ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)، قال: كانوا يعبدون الله عز وجل فماتوا، فضج قومهم، فشق ذلك عليهم.
فجاءهم إبليس لعنه الله فقال لهم: أتَّخِذُ لَكُمْ أَصْنَامًا عَلَى صُوَرِكُمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ وَتَأْنِسُونَ بِهِمْ وَتَعْبُدُونَ الله، فأعد لهم أصناماً على مثالهم، فكانوا يعبدون الله عز وجل وينظرون إلى تلك الأصنام. فلما جاءهم الشتاء والأمطار، أدخلوا الأصنام البيوت.
فلم يزالوا يعبدون الله عز وجل حتى هلك ذلك القرون، ونشأ أولادهم.
فقالوا: إن آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء، فعَبَدُوهُم من دون الله عز وجل. فذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوٰاعاً} الآية.
تفسير نور الثقلين ج٥
فالغلو في الشخصيات - أيّاً كانت - واعتبارها أعلى رتبة من المعصوم أو حتى مساوية له، لا بل مقاربة له، هو بوابة الشرك بالإمامة التي تكون نهايتها الغلو والشرك.
وربما لا يظهر اليوم، ولكن سيظهر في قادم الايام وربما يكون الأبناء أو أبناء الأبناء ...