(التقوى السلبية!) كثيرا ما يعاني بعض المتدينين من التقوى السلبية النابعة من عدم فهم الدين؛ فتراهم يدافعون عن شخص (خصوصا إذا كان مشهورا فالشهرة لها حرمتها!) لمجرد أنه متلبس بالدين، وإذا نبهت على انحراف فكره، انهالت عليك الكلمات الناقدة: (هذه غيبة حرام عليك تغتاب إنسان مؤمن!) وليت شعري أما حلل الإسلام غيبة من يخاف منه على الدين؟! وأليست تهمة المنتقد بأنه ارتكب الغيبة وأنه يريد تسقيطه مثلا، هي ذنب بحد ذاتها؟! ورد في منهاج الصالحين لسماحة السيد دام ظله في موارد جواز الغيبة: (ومنها: نصح المؤمن فتجوز الغيبة بقصد النصح كما لو استشاره شخص في تزويج امرأة فيجوز نصحه وإن استلزم إظهار عيبها، بل يجوز ذلك ابتداءً بدون استشارة إذا علم بترتّب مفسدة عظيمة على ترك النصيحة. ومنها: ما لو خيف على الدين من الشخص المغتاب فتجوز غيبته لئلّا يترتّب الضرر الدينيّ. ومنها: ما لو خيف على المغتاب أن يقع في الضرر اللازم حفظه عن الوقوع فيه فتجوز غيبته لدفع ذلك عنه). حرمة الدين أعظم من حرمة الأشخاص، والحفاظ على سلامة فكر الشباب أولى من الحفاظ على سمعة من حرف فكرهم. يا ليت قومي يعلمون! سماحة الشيخ مرتجى الدجيلي