
الكلمة الطيبة
February 26, 2025 at 09:45 AM
تفسير آيات من سورة الفاتحة
📚 *{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }*
[ الفاتحة - آية ٧ ]
============
*غريب الكلمات* :
===========
📖 *التفسير* :
(( { *﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾* من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين *﴿ غَيْرِ ﴾* صراط *﴿ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾* الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم، وغير صراط *﴿ الضَّالِّينَ ﴾* الذين تركوا الحق على جهل وضلال كالنصارى ونحوهم.
فهذه السورة على إيجازها قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن، فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: *توحيد الربوبية* يؤخذ من قوله: *﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾*، *وتوحيد الإلهية*، وهو إفراد الله بالعبادة يؤخذ من لفظ *﴿ اللَّهِ ﴾* ومن قوله: *﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾*، وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ *﴿ الْحَمْدُ ﴾* كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: *﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾*؛ لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: *﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾* وأن الجزاء يكون بالعدل؛ لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة خلافًا للقدرية والجبرية.
بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله: *﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾*؛ لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.
وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى عبادة واستعانة في قوله: *﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾*. فالحمد لله رب العالمين. }. ))
============
📘 *تفسير السعدي رحمه الله*.