
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
January 31, 2025 at 05:40 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *مرحلة النبوة والدعوة في العهد المكي*
*اختيار النبي صلى الله عليه وسلم دارَ الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي مركزا للدعوة ومقرًا للتربية*
كانت هذه الدار في أصل الصفا،
بعيدة عن أعين الطغاة ومجالسهم،
فاختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا،
فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؛
وليؤدي المسلمون عبادتهم وأعمالهم،
ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله وهم في أمن وسلام،
وليدخل من يدخل في الإسلام
ولا يعلم به الطغاة من أصحاب السطوة والنقمة.
ومما لم يكن يشك فيه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اجتمع بالمسلمين علنا،
لحاول المشركون بكل ما عندهم من القسوة والغلظة،
أن يحولوا بينه وبين ما يريد:
من تزكية نفوسهم
ومن تعليمهم الكتاب والحكمة،
وربما أفضى ذلك إلى مصادمة الفريقين،
بل قد وقع ذلك فعلًا.
فقد ذكر ابن إسحاق:
أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون في الشعاب،
فيصلون فيها سرًا،
فرآهم نفر من كفار قريش،
فسبوهم وقاتلوهم،
فضرب سعد بن أبي وقاص رجلًا فسال دمه،
وكان أول دم هريق في الإسلام.
ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت
لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم،
فكان من الحكمة السريةُ والاختفاء،
فكان عامة الصحابة يُخْفُون إسلامهم وعبادتهم واجتماعهم،
*أما رسول الله* صلى الله عليه وسلم
فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين،
لا يصرفه عن ذلك شيء،
ولكن كان يجتمع مع المسلمين سرًا؛
نظرًا لصالحهم وصالح الإسلام.
*الهجرة الأولى إلى الحبشة*:
كانت بداية الاعتداءات في أواسط أو أواخر السنة الرابعة من النبوة،
بدأت ضعيفة،
ثم لم تزل تشتد يومًا فيومًا وشهرًا فشهرا،
حتى تفاقمت في أواسط السنة الخامسة،
ونبا بهم المقام في مكة،
وأخذوا يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا العذاب الأليم،
وفي هذه الظروف نزلت *سورة الزمر*
تشير إلى اتخاذ سبيل الهجرة،
وتعلن بأن أرض الله ليست بضيقة
{ *لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ* } [ الزمر : 10] .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم أن *أصْحَمَة النجاشي* ملك الحبشة ملك عادل،
لا يظلم عنده أحد،
فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن.
*وفي رجب سنة خمس من النبوة*:
هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة.
كان مكونًا من *اثني عشر رجلًا وأربع نسوة*،
رئيسهم *عثمان بن عفان*،
ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما:
*إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام*.
كان رحيل هؤلاء تسللًا في ظلمة الليل
ـ حتى لا تفطن لهم قريش ـ
خرجوا إلى البحر ويمموا *ميناء شعيبة*،
وقيضت لهم الأقدار سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة،
وفطنت لهم قريش،
فخرجت في آثارهم،
لكن لما بلغت إلى الشاطئ كانوا قد انطلقوا آمنين،
وأقام المسلمون في الحبشة في أحسن جوار.
*سجود المشركين مع المسلمين وعودة المهاجرين*:
وفي رمضان من نفس السنة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرم،
وفيه جمع كبير من قريش،
فيهم ساداتهم وكبراؤهم،
فقام فيهم،
وفاجأهم بتلاوة *سورة النجم*،
ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل؛
لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضًا،
من قولهم:
{ *لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ* } [ فصلت : 26]
فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة،
وقرع آذانهم كلام إلهي خلاّب،
وكان أروع كلام سمعوه قط،
أخذ مشاعرهم،
ونسوا ما كانوا فيه،
فما من أحد إلا وهو مصغ إليه،
لا يخطر بباله شيء سواه،
حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب،
ثم قرأ:
{ *فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا* } [ النجم : 62 ]
ثم سجد،
لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدًا.
وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين،
فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين.
وسَقَطَ في أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لَوَّى زمامهم،
فارتكبوا عين ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه،
وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب،
ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين،
وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
*وافتروا عليه*
أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير،
وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم:
( تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى ) ،
جاءوا بهذا الإفك المبين ليعتذروا عن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم،
وليس يستغرب هذا من قوم كانوا يألفون الكذب،
ويطيلون الدس والافتراء.
وبلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة،
ولكن في صورة تختلف تمامًا عن صورته الحقيقية،
بلغهم أن قريشًا أسلمت،
فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس السنة،
فلما كانوا دون مكة ساعة من نهار وعرفوا جلية الأمر،
رجع منهم من رجع إلى الحبشة،
ولم يدخل في مكة من سائرهم أحد إلا مستخفيًا،
أو في جوار رجل من قريش.
ثم اشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش،
وسطت بهم عشائرهم،
فقد كان صعب على قريش ما بلغها عن النجاشي من حسن الجوار،
ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بدّاً من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى.
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (32)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
آو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
أو
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.