
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 2, 2025 at 05:17 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *مرحلة النبوة والدعوة في العهد المكي*
*الشدة في تعذيب مشركي قريش للمسلمين ومحاولة القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم*
ولما أخفق المشركون في مكيدتهم،
وفشلوا في استرداد المهاجرين من الحبشة بعد الهجرة الثانية،
استشاطوا غضبًا،
وكادوا يتميزون غيظًا،
فاشتدت ضراوتهم وانقضوا على بقية المسلمين،
ومدوا أيديهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء،
وظهرت منهم تصرفات تدل على أنهم أرادوا القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
ليستأصلوا جذور الفتنة التي أقضت مضاجعهم،
حسب زعمهم .
أما بالنسبة للمسلمين،
فإن الباقين منهم في مكة كانوا قليلين جدًا،
وكانوا إما ذوي شرف ومنعة،
أو محتمين بجوار أحد،
ومع ذلك كانوا يخفون إسلامهم،
ويبتعدون عن أعين الطغاة بقدر الإمكان،
ولكنهم مع هذه الحيطة والحذر لم يسلموا كل السلامة من الأذى والخسف والجور.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد كان يصلي ويعبد الله أمام أعين الطغاة،
ويدعو إلى الله سرًا وجهرًا لا يمنعه عن ذلك مانع،
ولا يصرفه عنه شيء؛
إذ كان ذلك من جملة تبليغ رسالة الله منذ أمره الله سبحانه وتعالى بقوله :
{ *فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* } [ الحجر : 94 ] ،
وبذلك كان يمكن للمشركين أن يتعرضوا له إذا أرادوا،
ولم يكن في الظاهر ما يحول بينهم وبين ما يريدون
إلا ما كان له صلى الله عليه وسلم من الحشمة والوقار،
وما كان لأبي طالب من الذمة والاحترام،
وما كانوا يخافونه من مغبة سوء تصرفاتهم،
ومن اجتماع بني هاشم عليهم،
إلا أن كل ذلك لم يعد له أثره المطلوب في نفوسهم؛
إذ بدؤوا يستخفون به
منذ شعروا بانهيار كيانهم الوثني وزعامتهم الدينية أمام دعوته صلى الله عليه وسلم .
ومما روت لنا كتب السنة والسيرة من الأحداث التي تشهد القرائن بأنها وقعت في هذه الفترة:
أن *عتيبة بن أبي لهب* أتى يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: أنا أكفر بـ { *وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* } [ النجم : 1]
وبالذي { *ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* } [ النجم : 8 ]
ثم تسلط عليه بالأذى،
وشق قميصه،
وتفل في وجهه صلى الله عليه وسلم،
إلا أن البزاق لم يقع عليه،
وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال :
*اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك*،
وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم،
فقد خرج عتيبة إثر ذلك في نفر من قريش،
فلما نزلوا بالزرقاء من الشام طاف بهم الأسد تلك الليلة،
فجعل عتيبة يقول:
يا ويل أخي هو والله آكلي كما دعا محمد عليّ،
قتلني وهو بمكة،
وأنا بالشام،
ثم جعلوه بينهم،
وناموا من حوله،
ولكن جاء الأسد وتخطاهم إليه،
فضغم رأسه.
ومنها:
ما ذكر أن *عقبة بن أبي مُعَيْط* وطئ على رقبته الشريفة وهو ساجد،
حتى كادت عيناه تبرزان.
ومما يدل على أن طغاتهم كانوا يريدون قتله صلى الله عليه وسلم
ما رواه ابن إسحاق عن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال:
حضرتهم وقد اجتمعوا في الحجر،
فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من أمر هذا الرجل،
لقد صبرنا منه على أمر عظيم،
فبينا هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأقبل يمشي حتى استلم الركن،
ثم مر بهم طائفًا بالبيت فغمزوه ببعض القول،
فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها،
فعرفت ذلك في وجهه،
ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها.
فوقف ثم قال :
*أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح*،
فأخذت القوم كلمته،
حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع،
حتى إن أشدهم فيه ليرفؤه بأحسن ما يجد،
ويقول: انصرف يا أبا القاسم،
فو الله ما كنت جهولًا.
فلما كان الغد اجتمعوا كذلك يذكرون أمره إذ طلع عليهم،
فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به،
فلقد رأيت رجلًا منهم أخذ بمجمع ردائه،
وقام أبو بكر دونه،
وهو يبكي ويقول:
*أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله*؟
ثم انصرفوا عنه،
قال ابن عمرو:
فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشًا نالوا منه قط.
انتهى ملخصًا.
وفي رواية البخاري عن عروة بن الزبير قال:
سألت ابن عمرو بن العاص:
أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم،
قال:
بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة،
إذ أقبل *عقبة بن أبي معيط*،
فوضع ثوبه في عنقه،
فخنقه خنقًا شديدًا؛
فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه،
ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله ؟ .
وفي حديث أسماء:
فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقال: أدرك صاحبك،
فخرج من عندنا وعليه غدائر أربع،
فخرج وهو يقول: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله؟
فلهوا عنه وأقبلوا على أبي بكر،
فرجع إلينا لا نمس شيئًا من غدائره إلا رجع معنا.
*إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه*:
خلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان،
ظهر برق أضاء الطريق،
وهو إسلام *حمزة بن عبد المطلب* رضي الله عنه
أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة،
والأغلب أنه أسلم في شهر ذى الحجة.
و *سبب إسلامه*:
أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا عند الصفا
فآذاه ونال منه،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يكلمه،
ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه
فَشَجَّهُ حتى نزف منه الدم،
ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة،
فجلس معهم،
وكانت *مولاة لعبد الله بن جُدْعَان* في مسكن لها على الصفا ترى ذلك،
وأقبل حمزة من القَنَص مُتَوَشِّحًا قوسه،
فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل،
فغضب حمزة
ـ وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمة ـ
فخرج يسعى،
لم يقف لأحد؛
معدًا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به،
فلما دخل المسجد قام على رأسه،
وقال له: يا مُصَفِّرَ اسْتَه،
تشتم ابن أخي وأنا على دينه؟
ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة،
فثار رجال من بني مخزوم ـ حي أبي جهل ـ
وثار بنو هاشم ـ حي حمزة ـ
فقال أبو جهل:
دعوا أبا عمارة،
فإني سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا.
وكان إسلام حمزة أول الأمر أنفة رجل،
أبى أن يهان مولاه،
ثم شرح الله صدره فاستمسك بالعروة الوثقى،
واعتز به المسلمون أيما اعتزاز.
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (34)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
آو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
أو
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
👍
1