السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 9, 2025 at 06:52 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *مرحلة السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي*
*عوامل الصبر والثبات في الدعوة في مكة*:
وهنا يقف الحليم حيران،
ويتساءل عقلاء الرجال فيما بينهم:
ما هي الأسباب والعوامل التي بلغت بالمسلمين إلى هذه الغاية القصوى،
والحد المعجز من الثبات ؟
كيف صبروا على هذه الاضطهادات
التي تقشعر لسماعها الجلود،
وترجف لها الأفئدة ؟
ونظرًا إلى هذا الذي يتخالج القلوب
نرى أن نشير إلى بعض هذه العوامل والأسباب إشارة عابرة بسيطة:
1 ـ *الإيمان بالله* :
إن السبب الرئيسي في ذلك أولًا وبالذات هو الإيمان بالله وحده،
ومعرفته حق المعرفة،
فالإيمان الجازم إذا خالطت بشاشته القلوب يزن الجبال ولا يطيش،
وإن صاحب هذا الإيمان المحكم وهذا اليقين الجازم،
يرى متاعب الدنيا مهما كثرت وكبرت وتفاقمت واشتدت
ـ يراها في جنب إيمانه ـ
طحالب عائمة فوق سَيْل جارف
جاء ليكسر السدود المنيعة والقلاع الحصينة،
فلا يبالي بشيء من تلك المتاعب
أمام ما يجده من حلاوة إيمانه،
وطراوة إذعانه،
وبشاشة يقينه
{ *فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ* } [ الرعد : 17 ] .
ويتفرع من هذا السبب الوحيد أسباب أخرى تقوي هذا الثبات والمصابرة وهي:
2 ـ *قيادة تهوي إليها الأفئدة*:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ـ
وهو القائد الأعلى للأمة الإسلامية،
بل وللبشرية جمعاء ـ
يتمتع من جمال الخلق،
وكمال النفس،
ومكارم الأخلاق،
والشيم النبيلة،
والشمائل الكريمة،
بما تتجاذب إليه القلوب وتتفاني دونه النفوس،
وكانت أنصبته من الكمال الذي يحبَّبُ لم يرزق بمثلها بشر.
وكان على أعلى قمة من الشرف والنبل والخير والفضل،
وكان من العفة والأمانة والصدق،
ومن جميع سبل الخير
على ما لم يتمار ولم يشك فيه أعداؤه
فضلًا عن محبيه ورفقائه،
لا تصدر منه كلمة إلا ويستيقنون صدقها.
اجتمع ثلاثة نفر من قريش،
وكان قد استمع كل واحد منهم إلى القرآن سرًا عن صاحبيه،
ثم انكشف سرهم،
فسأل أحدهم أبا جهل ـ وكان من أولئك الثلاثة:
ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟
فقال: ماذا سمعت؟
تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف؛
أطعموا فأطعمنا،
وحملوا فحملنا،
وأعطوا فأعطينا،
حتى إذا تحاذينا على الركب،
وكنا كَفَرَسيْ رِهَان قالوا:
لنا نبي يأتيه الوحي من السماء،
فمتى ندرك هذه؟
والله لا نؤمن به أبدًا،
ولا نصدقه.
وكان أبو جهل يقول:
يا محمد،
إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به،
فأنزل الله:
{ *فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ* } [ الأنعام : 33 ] .
وغمزه صلى الله عليه وسلم الكفار يومًا ثلاث مرات
فقال صلى الله عليه وسلم في الثالثة:
*يا معشر قريش، جئتكم بالذبح*،
فأخذتهم تلك الكلمة
حتى إن أشدهم عداوة يرفؤه بأحسن ما يجد عنده.
ولما ألقوا عليه سَلاَ جَزُورٍ وهو ساجد،
دعا عليهم،
فذهب عنهم الضحك،
وساورهم الهم والقلق،
وأيقنوا أنهم هالكون.
ودعا على *عتبة بن أبي لهب*
فلم يزل على يقين من لقاء ما دعا به عليه
حتى إنه حين رأى الأسد قال:
قتلني والله ـ محمد ـ وهو بمكة.
وكان *أُبَيّ بن خلف* يتوعده بالقتل،
فقال: *بل أنا أقتلك إن شاء الله*،
فلما طعن أبيًا في عنقه يوم أحد
ـ وكان خدشًا غير كبير ـ
كان أُبَيّ يقول: إنه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك،
فو الله لو بصق علي لقتلني ـ وسيأتي.
وقال سعد بن معاذ ـ وهو بمكة ـ لأمية بن خلف:
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
*إنهم ـ أي المسلمين ـ قاتلوك*
ففزع فزعًا شديدًا،
وعهد ألا يخرج عن مكة،
ولما ألجأه *أبو جهل* للخروج يوم بدر
اشترى أجود بعير بمكة ليمكنه من الفرار،
وقالت له امرأته: يا أبا صفوان،
وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي؟
قال: لا والله ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبًا.
هكذا كان حال أعدائه صلى الله عليه وسلم،
أما أصحابه ورفقاؤه
فقد حل منهم محل الروح والنفس،
وشغل منهم مكان القلب والعين،
فكان الحب الصادق يندفع إليه اندفاع الماء إلى الحُدور،
وكانت النفوس تنجذب إليه انجذاب الحديد إلى المغناطيس.
فصورتُه هَيولى كل جسم **
ومِغناطيس أفئدة الرجال
وكان من أثر هذا الحب والتفاني
أنهم كانوا ليرضون أن تندق أعناقهم
ولا يخدش له ظفر أو يشاك شوكة.
وُطئ *أبو بكر بن أبي قحافة* (الصديق) يومًا بمكة،
وضرب ضربًا شديدًا،
دنا منه *عتبة بن ربيعة*
فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه،
ونزا على بطن أبي بكر،
حتى ما يعرف وجهه من أنفه،
وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله،
ولا يشكون في موته،
فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه،
ثم قاموا وقالوا لأمه أم الخير:
انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه،
فلما خلت به ألحت عليه،
وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت: والله لا علم لي بصاحبك،
فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه،
فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت:
إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله،
قالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله،
وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك ذهبت،
قالت: نعم،
فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا،
فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح،
وقالت: والله إن قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر،
وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم،
قال : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت: هذه أمك تسمع،
قال: فلا شيء عليك منها،
قالت: سالم صالح،
فقال: أين هو؟
قالت: في دار ابن الأرقم،
قال: فإن لله علي ألا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا أو آتيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْل،
وسكن الناس خرجتا به،
يتكئ عليهما،
حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وسننقل نوادر الحب والتفاني في مواضع شتى من هذا الكتاب،
ولا سيما ما وقع في يوم أحد،
وما وقع من خبيب وأمثاله.
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (41)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
أو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
أو
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.