السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 11, 2025 at 06:38 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *مرحلة السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي*
نتابع مع *عوامل الصبر والثبات في دعوته صلى الله عليه وسلم في مكة*
6 ـ *البشارات بالنجاح* :
ومع هذا كله
كان المسلمون يعرفون منذ أول يوم لاقوا فيه الشدة والاضطهاد
ـ بل ومن قبله ـ
أن الدخول في الإسلام ليس معناه جر المصائب والحتوف،
بل إن الدعوة الإسلامية تهدف
ـ منذ أول يومها ـ
إلى القضاء على الجاهلية الجهلاء ونظامها الغاشم،
وأن من نتائجها في الدنيا بسط النفوذ على الأرض،
والسيطرة على الموقف السياسي في العالم
لتقود الأمة الإنسانية والجمعية البشرية إلى مرضاة الله،
وتخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله .
وكان القرآن ينزل بهذه البشارات
ـ مرة بالصراحة وأخرى بالكناية ـ
ففي تلك الفترات القاصمة التي ضيقت الأرض على المسلمين،
وكادت تخنقهم وتقضى على حياتهم
كانت تنزل الآيات بما جرى بين الأنبياء السابقين وبين أقوامهم
الذين قاموا بتكذيبهم والكفر بهم،
وكانت تشتمل هذه الآيات
على ذكر الأحوال التي تطابق تمامًا أحوال مسلمي مكة وكفارها،
ثم تذكر هذه الآيات بما تمخضت عنه تلك الأحوال
من إهلاك الكفرة والظالمين،
وإيراث عباد الله الصالحين الأرض والديار .
فكانت في هذه القصص إشارات واضحة إلى فشل أهل مكة في المستقبل،
ونجاح المسلمين مع نجاح الدعوة الإسلامية .
وفي هذه الفترات
نزلت آيات تصرح ببشارة غلبة المؤمنين،
قال تعالى:
{ *وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ، وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ، فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ، وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ، أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ، فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ* } [ الصافات : 171 : 177 ]،
وقال: { *سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* } [ القمر : 45 ] ،
وقال: { *جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ* } [ ص : 11] .
ونزلت في الذين هاجروا إلى الحبشة:
{ *وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ* } [ النحل : 41 ] .
وسألوه عن قصة يوسف فأنزل الله في طيها :
{ *لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ* } [ يوسف : 7 ] .
أي فأهل مكة السائلون يلاقون ما لاقى إخوانه من الفشل،
ويستسلمون كاستسلامهم،
وقال وهو يذكر الرسل :
{ *وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ* } [ إبراهيم : 13، 14 ] .
وحينما كانت الحرب مشتعلة بين الفرس والرومان،
وكان الكفار يحبون غلبة الفرس لكونهم مشركين،
والمسلمون يحبون غلبة الرومان لكونهم مؤمنين بالله والرسل والوحي والكتب واليوم الآخر،
وكانت الفرس يغلبون ويتقدمون،
أنزل الله بشارة بغلبة الروم في بضع سنين،
ولكنه لم يقتصر على هذه البشارة الواحدة،
بل صرح ببشارة أخرى،
وهي نصر الله للمؤمنين
حيث قال : { *وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّه* } [ الروم : 4، 5 ] .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يقوم بمثل هذه البشارات بين آونة وأخرى،
فكان إذا وافى الموسم،
وقام بين الناس في عُكاظ، ومَجَنَّة، وذي المَجَاز، لتبليغ الرسالة،
لم يكن يبشرهم بالجنة فحسب،
بل يقول لهم بكل صراحة:
( *يأيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكًا في الجنة* ).
وقد أسلفنا ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم *عتبة بن ربيعة*
حين أراد مساومته على رغائب الدنيا،
وما فهمه ورجاه عتبة من ظهور أمره عليه الصلاة والسلام.
وكذلك ما أجاب به النبي صلى الله عليه وسلم آخر وفد جاء إلى أبي طالب،
فقد صرح لهم أنه يطلب منهم كلمة واحدة يعطونها تدين لهم بها العرب،
ويملكون العجم.
وقال *خباب بن الأرت*:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده وهو في ظل الكعبة،
وقد لقينا من المشركين شدة،
فقلت: ألا تدعو الله،
فقعد،
وهو محمر وجهه،
فقال:
( *لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ـ زاد بيان الراوي ـ والذئب على غنمه* )
وفي رواية: ( *ولكنكم تستعجلون* ).
ولم تكن هذه البشارات مخفية مستورة،
بل كانت فاشية مكشوفة،
يعلمها الكفرة،
كما كان يعلمها المسلمون،
حتى كان *الأسود بن المطلب* وجلساؤه
إذا رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تغامزوا بهم،
وقالوا: قد جاءكم ملوك الأرض الذين يرثون كسرى وقيصر،
ثم يصفرون ويصفقون.
وأمام هذه البشارات بالمستقبل المجيد المستنير في الدنيا،
مع ما فيه من الرجاء الصالح الكبير البالغ إلى النهاية في الفوز بالجنة،
كان الصحابة يرون أن الاضطهادات التي تتوالى عليهم من كل جانب،
والمصائب التي تحيط بهم من كل الأرجاء ليست إلا:
(سحابة صيف عن قليل تقشع).
هذا ولم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يغذي أرواحهم برغائب الإيمان،
ويزكي نفوسهم بتعليم الحكمة والقرآن،
ويربيهم تربية دقيقة عميقة،
يحدو بنفوسهم إلى منازل سمو الروح،
ونقاء القلب،
ونظافة الخلق،
والتحرر من سلطان الماديات،
والمقاومة للشهوات،
والنزوع إلى رب الأرض والسموات،
ويذكّي جمرة قلوبهم،
ويخرجهم من الظلمات إلى النور،
ويأخذهم بالصبر على الأذى،
والصفح الجميل،
وقهر النفس،
فازدادوا رسوخًا في الدين،
وعزوفا عن الشهوات،
وتفانيًا في سبيل المرضاة،
وحنينًا إلى الجنة،
وحرصًا على العلم،
وفقهًا في الدين،
ومحاسبة للنفس،
وقهرًا للنزعات
وغلبة على العواطف،
وتسيطرًا على الثائرات والهائجات،
وتقيدًا بالصبر والهدوء والوقار .
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (43)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
أو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
أو
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.