السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 18, 2025 at 07:50 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519 قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz نتابع مع *السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي* نتابع مع سيرته صلى الله عليه وسلم *قبل الهجرة* *بيعة العقبة الثانية*: في موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة ـ يونيو سنة 622م ـ حضر لأداء مناسك الحج *بضع وسبعون نفسًا من المسلمين من أهل يثرب*، جاؤوا ضمن حجاج قومهم من المشركين، وقد تساءل هؤلاء المسلمون فيما بينهم ـ وهم لم يزالوا في يثرب أو كانوا في الطريق: حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف؟ فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة حيث الجمرة الأولى من منى، وأن يتم الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل. ولنترك أحد قادة الأنصار يصف لنا هذا الاجتماع التاريخي الذي حول مجرى الأيام في صراع الوثنية والإسلام . يقول *كعب بن مالك الأنصاري* رضي الله عنه: خرجنا إلى الحج، وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج، وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، ومعنا *عبد الله بن عمرو بن حَرَام أبو جابر*، سيد من ساداتنا، وشريف من أشرافنا، أخذناه معنا ـ وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ـ فكلمناه وقلنا له: يا أبا جابر، إنك سيد من ساداتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدًا. ثم دعوناه إلى الإسلام، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة، قال: فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبًا. قال كعب: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتسلل تسلل القَطَا، مستخفين، حتى اجتمعنا في الشِّعْب عند العقبة، *ونحن ثلاثة وسبعون رجلًا، وامرأتان من نسائنا*؛ - نُسَيْبَة بنت كعب ـ أم عُمَارة ـ من بني مازن بن النجار، - وأسماء بنت عمرو ـ أم منيع ـ من بني سلمة . فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا، ومعه عمه: العباس بن عبد المطلب ـ وهو يومئذ على دين قومه ـ إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه، ويتوثق له، وكان أول متكلم. *بداية المحادثة وتشريح العباس لخطورة المسؤولية*: وبعد أن تكامل المجلس بدأت المحادثات لإبرام التحالف الديني والعسكري، وكان أول المتكلمين هو العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكلم ليشرح لهم ـ بكل صراحة ـ خطورة المسؤولية التي ستلقى على كواهلهم نتيجة هذا التحالف. قال: يا معشر الخزرج ـ وكان العرب يسمون الأنصار خزرجًا، خزرجها وأوسها كليهما ـ إن محمدًا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عز من قومه ومنعة في بلده. وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك. وإن كنتم ترون أنكم مُسْلِمُوه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده. قال كعب: فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت. وهذا الجواب يدل على ما كانوا عليه من عزم صميم، وشجاعة مؤمنة، وإخلاص كامل في تحمل هذه المسئولية العظيمة، وتحمل عواقبها الخطيرة. وألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بيانه، ثم تمت البيعة. *بنود البيعة*: وقد روى ذلك الإمام أحمد عن جابر مفصلًا. قال جابر: قلنا: يا رسول الله، علام نبايعك؟ قال: - *على السمع والطاعة في النشاط والكسل* - *وعلى النفقة في العسر واليسر* - *وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر* - *وعلى أن تقوموا في الله، لا تأخذكم في الله لومة لائم* - *وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم* - *وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم* - *ولكم الجنة*. = وفي رواية كعب ـ التي رواها ابن إسحاق ـ البند الأخير فقط من هذه البنود، ففيه: قال كعب: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا القرآن، ودعا إلى الله، ورغب في الإسلام، ثم قال: ( *أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبناءكم* ). فأخذ البراء ابن مَعْرُور بيده ثم قال: نعم، والذي بعثك بالحق نبيًا، لنمنعنك مما نمنع أُزُرَنا منه، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الْحَلْقَة، ورثناها كابرًا عن كابر. قال: فاعترض القول ـ والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أبو الهيثم بن التَّيَّهَان، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالًا، وإنا قاطعوها ـ يعني اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ( *بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم* ) . *التأكيد من خطورة البيعة*: وبعد أن تمت المحادثة حول شروط البيعة، وأجمعوا على الشروع في عقدها قام رجلان من الرعيل الأول ممن أسلموا في مواسم سنتى 11 و 12 من النبوة، قام أحدهما تلو الآخر؛ ليؤكدا للقوم خطورة المسؤولية، حتى لا يبايعوه إلا على جلية من الأمر، وليعرفا مدى استعداد القوم للتضحية، ويتأكدا من ذلك. قال ابن إسحاق: لما اجتمعوا للبيعة قال *العباس بن عبادة بن نَضْلَة*: هل تدورن علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم، قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس. فإن كنتم ترون أنكم إذا نَهَكَتْ أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلوا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة. وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نَهْكَة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال: ( *الجنة* ). قالوا: ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه. = وفي رواية جابر [ قال ]: فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ـ وهو أصغر السبعين ـ فقال: رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله. *عقد البيعة*: وبعد إقرار بنود البيعة، وبعد هذا التأكيد والتأكد بدأ *عقد البيعة بالمصافحة*، قال جابر ـ بعد أن حكى قول أسعد بن زرارة ـ قال: فقالوا: يا أسعد، أمِطْ عنا يدك، فوالله لا نذر هذه البيعة، ولا نستقيلها. وحينئذ عرف أسعد مدى استعداد القوم للتضحية في هذا السبيل وتأكد منه ـ وكان هو الداعية الكبير مع مصعب بن عمير ـ فكان هو السابق إلى هذه البيعة. قال ابن إسحاق: فبنو النجار يزعمون أن *أبا أمامة أسعد بن زرارة* كان أول من ضرب على يده. وبعد ذلك بدأت البيعة العامة، قال جابر: فقمنا إليه رجلًا رجلًا فأخذ علينا البيعة، يعطينا بذلك الجنة. *وأما بيعة المرأتين اللتين شهدتا الوقعة فكانت قولًا*. ما صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أجنبية قط. *اثنا عشر نقيبًا*: وبعد أن تمت البيعة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختاروا اثنى عشر زعيمًا يكونون نقباء على قومهم، يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة، فقال للقوم: أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم. فتم اختيارهم في الحال، وكانوا *تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس* وهاك أسماؤهم: *نقباء الخزرج*: 1ـ أسعد بن زُرَارَة بن عدس . 2ـ سعد بن الرَّبِيع بن عمرو . 3ـ عبد الله بن رواحة بن ثعلبة . 4ـ رافع بن مالك بن العَجْلان . 5ـ البراء بن مَعْرُور بن صَخْر . 6ـ عبد الله بن عمرو بن حَرَام . 7ـ عبادة بن الصامت بن قيس . 8 ـ سعد بن عبادة بن دُلَيْم . 9ـ المنذر بن عمرو بن خُنَيْس . *نقباء الأوس*: 1ـ أُسَيْد بن حُضَيْر بن سِمَاك . 2ـ سعد بن خَيْثَمَة بن الحارث . 3ـ رفاعة بن عبد المنذر بن زبير . ولما تم اختيار هؤلاء النقباء أخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ميثاقًا آخر بصفتهم رؤساء مسؤولين. قال لهم: ( *أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي* ) ـ يعني المسلمين ـ قالوا : نعم . *شيطان يكتشف المعاهدة*: ولما تم إبرام المعاهدة، وكان القوم على وشك الارفضاض، اكتشفها أحد الشياطين؛ وحيث إن هذا الاكتشاف جاء في اللحظة الأخيرة، ولم يكن يمكن إبلاغ زعماء قريش هذا الخبر سرًا، ليباغتوا المجتمعين وهم في الشعب، قام ذلك الشيطان على مرتفع من الأرض، وصاح بأنفذ صوت سمع قط: يا أهل الجَبَاجب ـ المنازل ـ هل لكم في مُذَمَّم والصباة معه؟ قد اجتمعوا على حربكم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( *هذا أزَبُّ العقبة، أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك، ثم أمرهم أن ينفضوا إلى رحالهم* ). == من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (50) نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl أو https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7 أو https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU أو https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm أو https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW أو https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL أو https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE أو https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK أو https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82 أو https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
🙏 1

Comments