السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 22, 2025 at 07:11 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة*..
6ـ ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته إلى المدينة
*بأبي أوْس تميم بن حَجَر* أو بأبي تميم أوس بن حجر الأسلمي ،
بقحداوات بين الجُحْفَة وهَرْشَى ـ بالعرج ـ
وكان قد أبطأ عليه بعض ظهره،
فكان هو وأبو بكر على جمل واحد،
فحمله أوس على فحل من إبله،
وبعث معهما غلامًا له اسمه مسعود،
وقال: اسلك بهما حيث تعلم من محارم الطريق ولا تفارقهما،
فسلك بهما الطريق حتى أدخلهما المدينة،
ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعودًا إلى سيده،
وأمره أن يأمر أوسًا أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس،
وهو حلقتان،
ومد بينهما مدًا،
فهي سمتهم.
ولما أتى المشركون يوم أحد
أرسل أوس غلامه *مسعود بن هُنَيْدَة* من العَرْج على قدميه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بهم.
ذكره ابن مَاكُولا عن الطبري،
وقد أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،
وكان يسكن العرج.
7ـ وفي الطريق ـ في بطن رِئْم ـ
لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم *الزبير* ،
وهو في ركب من المسلمين،
كانوا تجارًا قافلين من الشام،
فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابًا بياضًا.
*النزول بقباء*:
وفي يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 14 من النبوة
ـ وهي السنة الأولى من الهجرة ـ
الموافق 23 سبتمبر سنة 622م
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء .
قال *عروة بن الزبير*:
سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة،
فكانوا يغدون كل غداة إلى الحَرَّة،
فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة،
فانقلبوا يومًا بعد ما أطالوا انتظارهم،
فلما أووا إلى بيوتهم
أَوْفى رجل من يهود على أُطُم من آطامهم لأمر ينظر إليه،
فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبَيَّضِين يزول بهم السراب،
فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته:
يا معاشر العرب،
هذا جدكم الذي تنتظرون،
فثار المسلمون إلى السلاح،
وتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة.
قال ابن القيم:
وسُمِعت الوَجْبَةُ والتكبير في بني عمرو بن عوف،
وكبر المسلمون فرحًا بقدومه،
وخرجوا للقائه،
فتلقوه وحيوه بتحية النبوة،
فأحدقوا به مطيفين حوله،
والسكينة تغشاه،
والوحي ينزل عليه:
{ *فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ* } [ التحريم : 4 ] .
قال عروة بن الزبير:
فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فعدل بهم ذات اليمين
حتى نزل بهم في *بني عمرو بن عوف*،
وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.
فقام أبو بكر للناس،
وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتًا،
فطفق من جاء من الأنصار
ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحيي أبا بكر،
حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه،
فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك.
وكانت المدينة كلها قد زحفت للاستقبال،
وكان يومًا مشهودًا لم تشهد المدينة مثله في تاريخها،
وقد رأى اليهود صدق بشارة حَبْقُوق النبي:
إن الله جاء من التيمان،
والقدوس من جبال فاران.
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على *كلثوم بن الهدم*،
وقيل : بل على *سعد بن خَيْثَمَة*،
والأول أثبت.
ومكث علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة ثلاثًا،
حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس،
ثم هاجر ماشيًا على قدميه حتى لحقهما بقباء،
ونزل على *كلثوم بن الهَدْم*.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء أربعة أيام:
الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس.
*وأسس مسجد قباء وصلى فيه*،
وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة.
فلما كان اليوم الخامس ـ يوم الجمعة ـ
ركب بأمر الله له،
وأبو بكر ردفه،
وأرسل إلى بني النجار ـ أخواله ـ
فجاؤوا متقلدين سيوفهم،
فسار نحو المدينة وهم حوله،
وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف،
فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي،
وكانوا مائة رجل.
*الدخول في المدينة*:
ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم بعد الجمعة حتى دخل المدينة
ـ ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم،
ويعبر عنها بالمدينة مختصرًا ـ
وكان يومًا مشهودًا أغر،
فقد ارتجت البيوت والسكك بأصوات الحمد والتسبيح،
وتغنت بنات الأنصار بغاية الفرح والسرور:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
والأنصار وإن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة،
إلا أن كل واحد منهم كان يتمنى أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم عليه،
فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته:
هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة،
فكان يقول لهم:
( *خلوا سبيلها فإنها مأمورة* )،
فلم تزل سائرة به
حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي اليوم فبركت،
ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلًا،
ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الأول،
فنزل عنها،
وذلك في بني النجار ـ أخواله صلى الله عليه وسلم ـ
وكان من توفيق الله لها،
فإنه أحب أن ينزل على أخواله،
يكرمهم بذلك،
فجعل الناس يكلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول عليهم،
وبادر أبو أيوب الأنصاري إلى رحله،
فأدخله بيته،
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
*المرء مع رحله*،
وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته،
فكانت عنده.
وفي رواية أنس عند البخاري،
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
*أي بيوت أهلنا أقرب*؟
فقال أبو أيوب: أنا يا رسول الله، هذه داري، وهذا بابي .
قال: *فانطلق فهيئ لنا مقيلًا*،
قال: قوما على بركة الله.
وبعد أيام وصلت إليه زوجته سَوْدَة،
وبنتاه فاطمة وأم كلثوم،
وأسامة بن زيد،
وأم أيمن،
وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر،
ومنهم عائشة،
وبقيت زينب عند أبي العاص،
لم يمكنها من الخروج حتى هاجرت بعد بدر.
قالت عائشة:
وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله،
فكان بُطْحَان يجري نَجْلًا،
أي ماءً آجِنًا.
وقالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعِك أبو بكر وبلال،
فدخلت عليهما فقلت:
يا أبه كيف تجدك؟
ويا بلال كيف تجدك؟
قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحُمَّى يقول:
كل امرئ مُصَبَّحٌ في أهله
والموت أدنى من شِرَاك نَعْلِه
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شِعْرِي هل أبيتَنَّ ليلة
بوَادٍ وحولي إذْخِرٌ وجَلِيلُ
وهل أرِدَنْ يومًا مياهَ مِجَنَّة
وهل يَبْدُوَنْ لي شامة وطَفِيلُ
قالت عائشة:
فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأخبرته،
فقال:
*اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء*.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
*اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وصححها، وبارك في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجُحْفَة*.
وقد استجاب الله دعاءه صلى الله عليه وسلم،
فأُرِيَ في المنام
أن امرأة سوداء ثائرة الرأس
خرجت من المدينة حتى نزلت بالمَهْيَعَة،
وهي الجحفة.
وكان ذلك عبارة عن نقل وباء المدينة إلى الجحفة،
وبذلك استراح المهاجرون عما كانوا يعانونه من شدة مناخ المدينة.
..
إلى هنا انتهي بيان قسم من حياته صلى الله عليه وسلم بعد النبوة،
وهو *العهد المكي* .
وفيما يلي نقدم بالإيجاز عهده المدني صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق .
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (55)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
أو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
أو
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.