
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
February 27, 2025 at 07:50 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *العهد المدني في السيرة النبوية*
نتابع مع *أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع في المدينة بعد الهجرة*
*أثر المعنويات في المجتمع المدني في عهد النبي صـلى الله عليه وسلم بعد الهجرة*:
بهذه الحكمة وبهذا التدبير
أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد،
كانت صورته الظاهرة بيانا وآثارًا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد
بفضل صحبة النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية،
وتزكية النفوس،
والحث على مكارم الأخلاق،
ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة.
سأله رجل: أي الإسلام خير؟
قال: ( *تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف* ).
قال عبد الله بن سلام:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جئت،
فلما تبينت وجهه،
عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب،
فكان أول ما قال:
( *يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام* )
وكان يقول:
( *لا يدخل الجنة من لا يأمن جارُه بوائقَه* )
ويقول:
( *المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده* )
ويقول:
( *لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه* )
ويقول:
( *المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله* ).
ويقول:
( *المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً* )
ويقول:
( *لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام* ).
ويقول:
( *المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة* )
ويقول:
( *ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء* ).
ويقول:
( *ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جانبه* ).
ويقول:
( *سِباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر* ).
وكان يجعل إماطة الأذى عن الطريق صدقة،
ويعدها شعبة من شعب الإيمان .
ويقول:
( *الصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار* ).
ويقول:
( *أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عُري كساه الله من خُضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيم المختوم* )
ويقول:
( *اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة* ).
وبجانب هذا كان يحث حثاً شديداً على الاستعفاف عن المسألة،
ويذكر فضائل الصبر والقناعة،
فكان يعد المسألة كدوحاً أو خدوشاً أو خموشاً في وجه السائل،
اللهم إلا إذا كان مضطراً.
كما كان يبين لهم ما في العبادات من الفضائل والأجر والثواب عند الله،
وكان يربطهم بالوحي النازل عليه من المساء ربطاً مؤثقاً،
فكان يقرؤه عليهم ويقرؤونه:
لتكون هذه الدراسة إشعاراً بما عليهم من حقوق الدعوة وتبعات الرسلة،
فضلاً عن ضرورة الفهم والتدبر.
وهكذا هذب تفكيرهم،
ورفع معنوياتهم،
وأيقظ مواهبهم،
وزودهم بأعلى القيم والأقدار،
حتى وصلوا إلى أعلى قمة من الكمال عرفت في تاريخ البشر بعد الأنبياء.
يقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه:
من كان مستنا فليستن بمن قد مات،
فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،
كانوا أفضل هذه الأمة؛
وأبرها قلوباً،
وأعمقها علما،
وأقلها تكلفاً،
اختارهم الله لصحبة نبيه،
ولإقامة دينه،
فاعرفوا لهم فضلهم،
واتبعوهم على أثرهم،
وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم،
فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.
ثم إن هذا الرسول القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم
كان يتمتع من الصفات المعنوية والظاهرة،
ومن الكمالات المواهب،
والأمجاد والفضائل،
ومكارم الأخلاق
ومحاسن الأعمال
بما جعتله تهوى إليه الأفئدة،
وتتفانى عليه النفوس،
فما يتكلم بكلمة إلا ويبادر صحابته رضي الله عنهم إلى امتثالها،
وما يصدر من إرشاد أو توجيه إلا ويتسابقون إلى العمل به.
بمثل هذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني في المدينة مجتمعاً جديداً
أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ،
وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلاً تنفست له الإنسانية الصعداء،
بعد أن كانت قد تعبت في غياهب الزمان ودياجير الظلمات.
وبمثل هذه المعنويات الشامخة
تكاملت عناصر المجتمع الجديد
الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها،
وحول مجرى التاريخ والأيام.
*معاهدة مع اليهود*:
بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية جديدة،
بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين،
بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين،
وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء
على كتاب الله وسنة نبيه،
مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد،
فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز
التي لم تعهد في ذلك العالم المليء بالتعصب والأغراض الفردية والعرقية.
وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم *اليهود* - كما أسلفنا –
وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين،
لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد،
فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة،
قرر لهم فيها النصح والخير،
وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال،
ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام.
*وفيما يلي أهم بنود هذه المعاهدة مع اليهود في المدينة*:
1- إن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين،
لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم،
وكذلك لغير بني عوف من اليهود.
2- وإن على اليهود نفقتهم،
وعلى المسلمين نفقتهم.
3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.
4- وإن بينهم النصح والنصحية،
والبر دون الإثم.
5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه.
6- وإن النصر للمظلوم.
7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
8-وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده
*فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم* .
10- وإنه لا تُجار قريش ولا من نصرها.
11- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب . .
على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم.
12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم.
وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها *دولة إسلامية*،
عاصمتها المدينة،
ورئيسها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين.
ولتوسيع منطقة الأمن والسلام،
عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة،
حسب ما اقتضته الظروف،
وسيأتي ذكر شيء عنها.
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (60)
نشر يومي لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
أو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشَر فيها
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.