منصة آفاق السودان (3)
منصة آفاق السودان (3)
February 20, 2025 at 03:21 PM
*وجع ما مفهوم – قصة من الطوارئ* كان يوم زحمة في الطوارئ زي العادة، أصوات الأجهزة، خطوات الأطباء والممرضين، ومرضى منتظرين دورهم. وسط الحركة دي، دخل شاب ماسك بطنو، عرقان شديد، وما قادر يتكلم كتير من الألم. معاهو أخوه، ولسانو تقيل بالكلام: "يا دكتور، بطني.. وجعها شديد ما متحمل!" قربت ليهو بسرعة وخليتو يرقد على السرير. سألته بهدوء: "الوجع بدأ متين؟ وأي جهة في البطن؟" حاول يتكلم بصعوبة: "من الصباح، كان خفيف، هسي بقى شديد... الجهة اليمين تحت السرة." هنا بدأ الشك عندي، فحصتو، ضغطو كان نازل شوية، لكن الحاجة الأكيدة كانت لما ضغطت على بطنو في الجهة اليمنى السفلى... في اللحظة دي، صرخ بألم شديد! "زاد الوجع لما شلت يدي؟" هز راسو بقوة: "أيوا! أيوا!" هنا الموضوع بقى واضح. ده غالبًا التهاب زايدة دودية حاد، ولو اتأخرنا ممكن يحصل انفجار ويعمل مشاكل كبيرة. بسرعة طلبت تحاليل وصورة موجات صوتية، وفعلاً، النتيجة أكدت الشك. رجعت ليهو وقلت ليهو بهدوء: "يا زول، عندك التهاب حاد في الزايدة الدودية، ودي حالة طارئة. لازم نعمل ليك عملية سريع قبل ما تنفجر وتسبب مشاكل خطيرة." كان واضح عليه الخوف، وأخوه سألي بقلق: "خطيرة كيف يعني يا دكتور؟" "لو ما استأصلنا الزايدة بسرعة، ممكن تنفجر وتعمل التهاب في البطن، وده ممكن يسبب تسمم خطير ومضاعفات كبيرة." الحمد لله، اقتنعوا بسرعة، وفي خلال ساعات كان في غرفة العمليات. العملية نجحت، وبعد كم يوم خرج من المستشفى بصحة كويسة. بعد فترة، دخل الطوارئ تاني، لكن المرة دي ضاحك، وقال لي: "والله يا دكتور، الطوارئ بقت بيتنا، لكن الحمد لله، بطني رجعت جديدة!" ضحكنا معاه، وقلت ليهو: "المهم، تكون اتعلمت الدرس! أي وجع غريب ما تتأخر تمشي الطوارئ." العبرة؟ أي وجع مفاجئ في الجهة اليمنى السفلى من البطن، لا تهمله، ممكن يكون زايدة! والأهم، ما تستنى لحدي ما يزيد، أمشِ الطوارئ فوراً.
❤️ 👍 🤎 41

Comments