مهران ماهر عثمان
February 2, 2025 at 04:34 AM
#درس_الفجر (104)
حديثان في شعبان
الحديث الأول:
ثبت في الصحيحين عن عائشة رضِيَ الله عَنْهَا أنها قالت: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه».
وفي رواية لهما عنها رضي الله عنها: «كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».
فدل هذا الحديث على أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صوم شعبان.
قال ابن المبارك رحمه الله: "جَائِزٌ في كَلَامِ الْعَرَبِ إذا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ" [سنن الترمذي 3/ 114].
الحديث الثاني:
حدث أسامةُ بنُ زيد رضي الله عنهما أنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي، وحسنه الألباني.
فاشتمل الحديث على سببين حملا نبينا صلى الله عليه وسلم على الإكثار من صوم شعبان:
1/ أنه شهر غفلة، يغفل الناس عن صومه، والعبادة في وقت الغفلة يعظُم ثوابها.
2/ وأنه شهر ترفع فيه الأعمال.
والأعمال ترفع كل يوم، ففي مسلم: «يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل».
وترفع كل اثنين وخميس، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومهما.
ولها رفعٌ سنويٌّ في شعبان.
❤️
2