مهران ماهر عثمان
مهران ماهر عثمان
February 13, 2025 at 04:56 AM
*#درس_الفجر (108)* أستعرض معكم ثلاث آيات، ثم نخلُص إلى ما يستفاد من ذلك.. الآية الأولى: ﴿فَانطَلَقا حَتّى إِذا رَكِبا فِي السَّفينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئًا إِمرًا﴾ [الكهف: ٧١] لا ريبَ أن الأمر إذا كان إلى مشيئتهم لاختاروا سلامةَ سفينتهم. الآية الثانية: ﴿إِنَّ الَّذينَ جاءوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم﴾ [النور: ١١] لو كان الأمر إلى أم المؤمنين رضي الله عنها قبل أن تعرف عاقبة البلاء لاختارت السلامة منه وعدمَ وقوع المصيبة. الآية الثالثة: ﴿كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَريقًا مِنَ المُؤمِنينَ لَكارِهونَ ۝ يُجادِلونَكَ فِي الحَقِّ بَعدَما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقونَ إِلَى المَوتِ وَهُم يَنظُرونَ﴾ [الأنفال: ٥-٦]. وهذا يبيِّن بوضوحٍ أنهم ما كانوا يريدون القتال، كانوا يحبون ملاقاة العير، وأراد الله لهم ملاقاة جيش مكة. فماذا يُستفاد من ذلك؟ ﴿كُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَهُوَ كُرهٌ لَكُم وَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَعَسى أَن تُحِبّوا شَيئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُم وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢١٦]. يستفاد: أن نعلم أن خيرةَ الله لنا خيرٌ من خيرة أنفسنا لأنفسنا. ومما يؤكد ذلك في السنة: حديث جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ» رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني في صحيح الترمذي. نحب السلامة، ولا نعلم أن الرِّفعة قد تكون في غيرها. ﴿وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾ وردت في البقرة في (216)، و(232)، وفي آل عمران (66)، والنور (19).
❤️ 1

Comments