*#درس_الفجر (110)* *خطةٌ إبليسيّةٌ* قال تعالى: ﴿فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى﴾ [طه: ١٢٠]. أول من غير أسماء الأشياء لإضلال العباد: إبليس، فهو إمام من يفعل ذلك. ولم يكن تغيير اسم الشجرة عذراً لآدم عليه السلام. `فالعبرة ليست بالأسماء، وإنما بالحقائق.` فإطلاق اسم (مشروبات روحية) على الخمر لا يجعلها حلالاً، فهي حرام ولو سميت بماء زمزم! وإطلاق اسم (العلاقات خارج إطار الزوجية) لا يجعل الزنا حلالاً! واسم (إكرامية)، و(هدية)، لا يجعل الرشوة حلالاً. ونعتُ الديوث بالمتقدِّم والمنفتح وغير المنغلق والمتعنّت لا يخرجه من دائرة الدياثة! وخير للعبد إن أغواه الشيطان وعزم على فعل المنكر ألا يحاول التحايل عليه بتغيير اسمه! فهذا قد يوقع في الكفر، فإن تحليل ما حرم الله كفر، وارتكاب ما حرم الله معصية. فقد قدم عديُّ بنُ حاتمٍ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهو نصرانيٌّ فسمعه يقرأُ هذه الآيةَ: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، قال: فقلتُ له: إنَّا لسنا نعبدُهم. قال: «أليسَ يحرمونَ ما أحلَّ اللهُ فتحرِّمونَه، ويحلُّونَ ما حرَّمَ اللهُ فتحلُّونَه»، قال: قلتُ: بلى. قال: «فتلك عبادتُهم» رواه الترمذي والطبراني.