مُقتَـبِس - Muqtabis
مُقتَـبِس - Muqtabis
February 4, 2025 at 04:10 PM
‏السّلام عليك يا صاحبي، ‏ ‏تسألني: لماذا لم يُعطني الله ما سألته إياه؟ ‏فأقول لك: إن الطبيب لا يعطينا الدواء الذي نريده، ‏ ولكنه يعطينا الدواء الذي نحتاجه! ‏ولعلك تطلب من الله ما فيه ضررك! ‏أنت تنظر إلى الأشياء بنظرتك البشرية القاصرة، ‏ والله يدبِّر الأمر بعلمه الكامل! ‏ ‏يا صاحبي، ‏ إنَّ الصبي الصغير إذا رأى حبوب الدواء الملونة بكى يريدها، ‏ فمنعه أبواه منها، ‏الطفل يحسب في الأمر حرمانًا، ‏والأبوان يعرفان أن بعض المنع عطاء! ‏هكذا يدبر الله الأمور برحمته، فتأدَّب! ‏أو لعل الله أراد أن يعطيك ما سألته، ‏ ولكن الوقت لم يحِن بعد، ‏ التوقيت جزء من حكمته التي لا تراها! ‏ ‏يا صاحبي، ‏ اقرأ قول ربك: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ ‏ثمّةَ أشياء عليك أن تنضج لتحافظ عليها إن أنت أُعطِيتها! ‏يا صاحبي، ‏لو فرّج الله عن يوسف عليه السّلام أول الأمر؛ ‏ ما كان له أن يصل إلى كرسي المُلك، ‏كان يوسف بين القضبان، ‏ ولكن يد الجبار كانت طليقة تدبر الأمر، ‏وتُهيّء الأسباب للأعطية الكبرى. ‏ ‏يا صاحبي، ‏عشر سنوات لموسى عليه السّلام في مدين لم تكن مَضْيعة، ‏كان على الظروف أن تتهيأ في مصر لقدومه، ‏وكان عليه هو أيضاً أن يُصقل جيدًا، ‏فالحِمل ثقيل لاحقا، ‏والتأخير صقل وإعداد! ‏ ‏يا صاحبي، ‏أراد المسلمون أن يُشهروا سيوفهم في مكة، ‏ويدفعوا عن أنفسهم الظلم، ‏ولكن الإذن بالقتال تأخر لما بعد الهجرة الشريفة! ‏الذي نصرهم بعد الهجرة كان قادرًا على أن ينصرهم في بطن مكة قبلها، ‏ولكن الله أراد أن يُربِّيهم أولًا؛ ‏لأن السيف الذي ليس وراءه عقيدة؛ ‏سرعان ما ينحرف، ‏وقد أراد ربك أن تُحمل السيوف إعلاءً لكلمته، ‏لا انتقامًا من العدو، ‏ولا انتصارًا للذات! ‏ ‏يا صاحبي، ‏ لقد كان في قصصهم عبرة؛ فتأمّل واعتبر! ‏فإن مُنعتَ مطلقًا؛ فهي الرحمة، ‏وإن أُعطيتَ؛ فهي الحكمة، ‏وإن تأخرَّت العطية؛ فهذا ليس أوانها! ‏ ‏والسّلام لقلبكَ
❤️ 1

Comments