أ. محمد عمر
أ. محمد عمر
February 26, 2025 at 04:56 AM
في الآونة الأخيرة، شاع بين الناس، بما فيهم الأكاديميون، مقولة مفادها: "يجب أن يشترك جميع الأطراف (الثائر، الرمادي، والشبيح) في الحوار الوطني." لكن هذا الطرح يفتقر إلى الدقة في التوصيف والمفهوم. فالحوار الحقيقي هو عملية تبادل الأفكار بين أصحاب الهم الواحد والغاية المشتركة، وليس بين المتنازعين؛ حيث يُطلق على العملية الأخيرة اسم "التفاوض" وليس "الحوار". وكلما زادت مكانة المشاركين في الحوار من حيث العدد والنوعية، كلما اقتربت رؤيتهم من تمثيل باقي الأطراف الفاعلة. أما "الرمادي"، فهو بطبيعته متردد، غير قادر على تبني موقف حاسم أو اتخاذ قرار واضح. وهو أشبه بمن عرض كرامته ومبادئه للمساومة، آملا في الحصول على مكانة أو منفعة من أي طرف غالب. فالرمادي لا يُتوقع منه رأي صائب أو موقف ثابت، لأنه اختار الحياد السلبي بينما كان المواطن يُهان بكل شيء. الرمادي لن يكون له رأي يا عزيز، لأنه شخص عرض أمه على الرجال لعله استطاع أن ينادي أحدهم ب(عمه)، وما كان ذلك إلا بعد أن قتل أبوه كمدا. وأما "الشبيح"، فهو مجرم بامتياز، خان وطنه ووقف إلى جانب الظلم والقمع. ومكانه الطبيعي ليس على طاولات الحوار، بل خلف القضبان، وتحت أقدام الأحرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس لأجل الكرامة التي لن تذل بإذن الله. لم أتعمّد تأخير هذا المنشور حتى انتهاء المؤتمر عبثا، بل لأنني على يقين بأن ما يُقرر في مثل هذه المؤتمرات غالبا ما يكون مُعدّ سلفا، ولن يغير منشوري شيئاً فيما تم إعداده مسبقاً، كما أن محاولة تبرير أفعال السلطة -مهما كانت- باتت أشبه بالغريزة لدى البعض، سواء كانوا أكاديميين أو عامة الناس، حتى وجدنا أن السلطة عندما قررت استبعاد أو طرد أحد المؤتمرين، شاركتها ذات الشخصيات رؤيتها وأشادت بصوابيتها، وأن هذا الشخص كان الطرد جدير بحقه لأنه (شبيح) ترشح سابقا لشغل منصب في زمن النظام الساقط. وتجاهلت هذه الشخصيات المؤيدة لقرار الطرد، ما سوقت له قبل يومين أو ثلاث أن الحوار يجب أن يشمل جميع الأطراف. https://whatsapp.com/channel/0029VaAL8ys7dmeYEt2bmO2i https://t.me/Muhammadkhalidanasomar
❤️ 👍 💯 3

Comments